رأي

مشاورات الخطة البديلة حول إيران

الثلاثاء, 28 سبتمبر - 2021
تتناقض السياسة الأمريكية مع إيران نتيجة تخلي واشنطن عن تأثير القوة الدولية
تتناقض السياسة الأمريكية مع إيران نتيجة تخلي واشنطن عن تأثير القوة الدولية

الطريق- عمار جلو


نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تسريباً عن محادثات سرية الأسبوع الماضي، في إطار اجتماع عقده المنتدى الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي حول إيران؛ مفاده مناقشة خطة بديلة في حال لم يتم استئناف مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي، حيث تعتبر الإدارة الأمريكية أنَّ الكرة في الملعب الإيراني.

تأتي هذه المحادثات بعد قرار الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينت" باستئناف نشاط المنتدى بعد اللقاء الذي جمعهما في البيت الأبيض أواخر أغسطس/آب، تم تشكيل المنتدى خلال الأيام الأولى من رئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما" وتواصلت اجتماعاته مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي خلال فترة الرئيس السابق "دونالد ترامب".

يعد هذا الاجتماع الأول لمجموعة العمل الاستراتيجي الأمريكية الإسرائيلية بشأن إيران منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وتمّ خلال مكالمة فيديو من جانب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي "إيال حولتا" ونظيره الأمريكي "جيك سوليفان" ومشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من وزارتي الدفاع والخارجية في الدولتين.

خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينت" أكد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة "أنَّ خيار الدبلوماسية ليس الخيار الوحيد أمام إدارته للتعامل مع برنامج إيران النووي". مضيفاً أنه "إذا فشلت الدبلوماسية مع إيران فنحن مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى". قبل ذلك شدَّد المبعوث الخاص بالشأن الإيراني "روبرت مالي" على الحاجة لتقديم خيارات جديدة إلى الرئيس بايدن على اعتبار فشل المفاوضات هو احتمال واضح.

تمَّ تعيين السفير الأمريكي السابق "دان شابير" مسؤولاً عن التنسيق والاتصال بين وزارة الخارجية وإسرائيل بشأن الملف النووي، وقد ذكر موقع "اكسيوس" أنَّ تعيين "شابيرو" يأتي في إطار الاستعداد للعب دور رئيسي في أي محادثات تقتضي إعداد خطة بديلة يطالب بها بينت، وهو ما ظهر للعلن بتصريح "بيني غانتس" وزير الدفاع الإسرائيلي لمجلة فورين بوليسي، بالقول: "إنَّ إسرائيل ترغب برؤية خطة أمريكية [ب] احتياطية قابلة للتطبيق تشمل ضغوطاً اقتصادية إذا فشلت المحادثات، وألمح في الوقت ذاته أن إسرائيل لديها خطة [ج] وتنطوي على عمل عسكري".

تتناقض السياسة الأمريكية في تعاملها مع إيران نتيجة تخليها عن تأثير القوة في العلاقات الدولية، فيما تتركز خياراتها البديلة في حال فشل التوصل لاتفاق؛ في الإبقاء على العقوبات المفروضة على إيران منذ عهد ترامب، والعمل على إعادة العقوبات المتعددة الأطراف "سناب باك" وهو ما يحتاج إقناع الصين وروسيا بالانضمام إليها بعد ليونة الموقف الأوربي المعارض سابقاً لإعادتها، فيما تتطلب موافقة موسكو وبكين تحميل إيران المسؤولية الجماعية لانهيار المحادثات النووية، إضافة لإدراك الدولتين أنَّ البديل عن العقوبات المتعددة الأطراف هو الحرب.