الطريق - راوية محمد
مع ساعات الفجر الأولى، ينطلق العشرات من سكان منطقة الشدادي إلى وادي الملح؛ حيث السبخات والمستنقعات المنتشرة بقرب حقل الجبسة للغاز في المدينة، جنوبي محافظة الحسكة.
يقضي العمال سويعات قليلة في العمل، قُبَيل اشتداد حرارة الشمس، لاستخراج الملح من هذه المنطقة.
حيث يعمل فيها عدد كبير من الأطفال والشيوخ لتأمين لقمة العيش، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
يبدأ العمل بتجميع الملح الخشن عبر أكوام داخل وادي الملح، ومن ثم تعبئته في أكياس في اليوم التالي، وبعدها يتم جرشه في طواحين خاصة ليصبح ملحاً يصلح للاستهلاك البشري، ويدخل في صنع العديد من أنواع طعام المونة.
يقول أحمد، وهو أحد العاملين في وادي الملح، إنه يصل مع ساعات الفجر الأولى إلى وادي الملح من إحدى القرى المجاورة برفقة جده.
ويوضح أنه يعمل ما يقارب 8 ساعات بأجر يصل إلى 25 ألف ليرة سورية، ويقوم بملء عشرات الأكياس من الملح، وهو أجر غير ثابت وقابل للزيادة كلما زاد عدد أكياس الملح التي يستخرجها.
ويرجع تاريخ العمل في مهنة استخراج الملح في هذه المنطقة إلى زمن بعيد، حيث يعمل فيها أهالي القرى المجاورة، ويطلقون عليها اسم منجم الذهب الأبيض.
وتعتبر منطقة الشدادي من المناطق المهمة في محافظة الحسكة؛ حيث تضم مقومات عديدة، وتتمتع بشتى أنواع الخيرات الطبيعية، من استخراج الغاز الطبيعي إلى زراعة الأراضي الخصبة، لكن معاناة الأهالي فيها تزداد سوءاً بسبب تردي الأوضاع المعيشية وتراجع الخدمات منذ عهد نظام الأسد، وزادت المعاناة مع سيطرة مليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي على المنطقة.
