الطريق
تلتقي قرابة 200 دولة اعتبارا من اليوم الأحد في مدينة شرم الشيخ المصرية بقمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27" (COP27)، في محاولة لإعطاء دفعة جديدة لمكافحة التغير المناخي، وذلك في ظل دعوات لالتزام الدول الكبرى بأهداف تقليص الانبعاثات ومساعدة الدول الصغيرة على مواجهة تداعيات تغير المناخ.
وبعد افتتاح قمة المناخ يلتقي أكثر من 120 من قادة الدول والحكومات يومي الاثنين والثلاثاء في قمة من شأنها إعطاء دفع لهذه المفاوضات التي تستمر أسبوعين.
ويغيب عن القمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، في حين يحضرها الرئيسي الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي على أن النضال من أجل المناخ "بات مسألة حياة أو موت لأمننا اليوم ولبقائنا غدا".
وقال غوتيريش إن مؤتمر الأطراف الـ27 للأمم المتحدة حول المناخ (كوب 27) "يجب أن يرسي أسس تحرك مناخي أسرع وأكثر جرأة في الوقت الحالي، وخلال العقد الحالي الذي سيحدد خلاله ما إذا كان النضال من أجل المناخ سيكون رابحا أو خاسرا".
وصرح الأمين العام الأممي للصحفيين الخميس الماضي بأنه "حان الوقت لاتفاق تاريخي بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة، اتفاق تفي فيه الدول المتقدمة بالالتزامات التي تعهدت بها في باريس، وتبذل جهدا إضافيا لتقليص الانبعاثات بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة".
ويعتزم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك دعوة زعماء العالم المجتمعين في قمة المناخ في مصر إلى عدم التراجع عن وعد حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة.
وأضاف سوناك -في بيان نشره أمس السبت- أن "مكافحة تغير المناخ ليست مجرد أمر صحيح أخلاقيا، بل هي أمر أساسي لازدهارنا وأمننا في المستقبل"، متحدثا عن عواقب الحرب الروسية على أوكرانيا على إمدادات الطاقة، والحاجة إلى "إنهاء اعتمادنا على الوقود الأحفوري".
وينبغي خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول العام 2030، في محاولة لحصر ارتفاع درجة الحرارة بـ 1.5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية، وهو أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحا، والذي تم التوصل إليه في العام 2015.
لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة على اتفاق باريس -في حال احترامها- ستؤدي إلى ارتفاع يتراوح بين 5 و10%، مما يضع العالم على مسار يفضي إلى ارتفاع الحرارة 2.4 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.
ومن الوعود غير المنجزة أيضا تعهد الدول المتقدمة برفع مساعداتها للدول النامية إلى 100 مليار دولار سنويا اعتبارا من 2020، وذلك من أجل خفض الانبعاثات ومواجهة تداعيات التغير المناخي.
ويتوقع أن تطرح في مناقشات قمة شرم الشيخ اليوم الأحد وغدا مسألة تخصيص تعويضات مالية عن الخسائر والأضرار التي لحقت بالدول الفقيرة بسبب تغير المناخ، في ظل رفض الدول الغنية هذا الطلب.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن -قبل بضعة أيام- إن 40 دولة من أصل 119 تعهدت العام الماضي بخفض انبعاثات غاز الميثان القوي المسببة للاحتباس الحراري (ارتفاع درجة حرارة الأرض) ستكشف عن خططها للقيام بذلك في قمة المناخ.
وأضاف المسؤول الأميركي -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن الولايات المتحدة وكندا وفيتنام من بين الدول التي ستكشف عن هذه الخطط.