الطريق
تحدث مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، عن الخلافات التي بدأت تظهر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بشأن السياسة تجاه النظام السوري، مشيرةً إلى التغيير الحاصل في هذه السياسة حالياً من وراء الكواليس.
وجاء في نص التقرير، أن "السنوات الأخيرة تركت بعض الدول والحكومات في الشرق الأوسط أخلاقها تجاه المأساة في سوريا جانباً، وبدأت بتطبيع علاقاتها مع النظام السوري، مدفوعة بالإحباط المرهق من الجمود بشأن الصراع السوري، إضافة إلى الجغرافيا السياسية والطموح المالي، فضلاً عن بعض القيم الأيديولوجية المشتركة".
ورأت المجلية أنه على الرغم من ذلك، تبدو جهود التطبيع مع النظام ضئيلة نسبياً، بسبب القوة الرادعة لقانون قصير الذي يفرض العقوبات على أي كيان يتعامل مالياً مع النظام السوري.
وأضافت أنه لطالما بقيت السعودية ومصر وقطر تُعارض بشدة إعادة الانخراط الإقليمي مع النظام، فمن غير المرجح أن يتطور هذا التطبيع إلى حد كبير، ومع ذلك، هناك اتجاه آخر مثير للقلق بنفس القدر، ولكن يحتمل أن يكون أكثر أهمية من تطبيع بعض الدول العربية، وهو التطبيع الذي يتطور خلف الكواليس في دول الاتحاد الأوروبي.
وشددت على أنه "إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا، يظل الاتحاد الأوروبي مرتبطاً مؤسسياً بالموقف الدولي الراسخ بشأن سوريا، إلا أنه كشف عن التصدعات التي بدأت في الظهور بين الدول الأعضاء في الاتحاد، وعلى الرغم من وجود اختلافات طفيفة في المنظور داخل الاتحاد الأوروبي لبعض الوقت".
وعقب ذلك، "فقد تحولت إلى خلافات جادة وموضوعية خلال الأشهر الأخيرة"، وفقاً لأربعة مسؤولين غربيين رفيعي المستوى، تحدثت إليهم "فورين بوليسي"، اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم.
وبحسب المصادر، استخدمت حكومة أوروبية، بما في ذلك اليونان وقبرص وإيطاليا والمجر والنمسا وبولندا، مواقعها داخل الاتحاد الأوروبي للضغط على عدد من خطوط السياسة، والدعوات لتغيير السياسات التي تتماشى بشكل مباشر مع مصالح نظام الأسد.
وخارج إطار الاتحاد الأوروبي، قامت بعض هذه الحكومات أيضاً بتشكيل مجموعات مختارة من الخبراء لتبادل الأفكار حول طرق مبتكرة لتجاوز لوائح الاتحاد الأوروبي للعقوبات التقييدية على النظام السوري، من أجل فعل المزيد للنظام السوري، حسب المجلة الأمريكية.