الطريق
رفضت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، الإجراءات التعسّفية العنصرية لحكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بحق اللاجئين السوريين، محذرةً من عواقبها القريبة والمستقبلية، على الشعب الواحد في سوية ولبنان.
وأكدت الجماعة في بيان رسمي، رفضها القاطع لهذه الإجراءات، كما اعتبرت أن ما تقوم به الحكومة اللبنانية لا يتناقض كلياً مع السلوك الأخلاقيّ للحكومات التي تحترم نفسها فحسب، بل تُسيء أيضاً إلى أواصر العلاقات الاجتماعية الطبيعية والمروءة العربية والشرف الرفيع، وتُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدَّوْليّ، ولحقوق الإنسان، وفق البيان.
كما قالت الجماعة، إن ذلك جرى ضمن ظروف أمنية واقتصادية سورية مريبة غير مناسبة، بل تُشكِّل أخطاراً أكيدةً على هؤلاء اللاجئين، الـمُجبَرين على العودة تحت يافطةٍ كاذبةٍ خادعة، تُروّجها سلطات حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، هي يافطة (العودة الطوعية).
وكانت السلطات اللبنانية، قد أطلقت عملية لترحيل اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لنظام بشار الأسد، وقد بدأت تنفيذ هذه الإجراءات ميدانياً منذ أيام.
وأضافت الجماعة في بيانها، أن السلطات اللبنانية، دأبت طوال سنوات من لجوء بعض السوريين مضطرّين إلى لبنان، بالتعاون مع جهات حزبية عنصرية وطائفيةٍ لبنانية، ودأبت على تنفيذ مختلف أنواع الضغوط غير الأخلاقية، لإجبار اللاجئين على العودة إلى سوريا، بلا ضمانات ولا أمان ولا توافر لأدنى مستلزمات الاستقرار والعيش الكريم، التي فشلت زمرة بشار وما تزال تفشل في تأمينها.
كما استنكرت هذه الجريمة ضد الإنسانية والجنائية الجديدة للسلطات اللبنانية، التي تُضاف إلى سجل جرائمها العنصرية العديدة بحق اللاجئين السوريين، طوال أكثر من عشر سنوات من اللجوء.
وذكّرت الجماعة، المجتمع الدولي، أنّ قضية اللاجئين والـمهجَّرين السوريّين، هي قضيةٌ إنسانية لا يمكن لأحدٍ أن يتجاهلَها، أو يغضَّ الطرْفَ عن بعض جوانبها وأبعادها، وإننا في هذا المقام ندعو الشعب اللبنانيّ الشقيق، للوقوف إلى جانب هؤلاء المهَجَّرين، وضمان حقوقهم، وكَفِّ يد السوء عنهم.
وأكدت أنها تذكر من تَنفعه الذكرى، بأنّ الشعبَ السوريّ وقف إلى جانب أشقائه اللبنانيين في مِحَنِهم كلها عبر التاريخ، وأنّ سورية هي الرئة الأوسع والأهمّ للبنان الشقيق، وإنّ القوى اللبنانية التي تنسى هذه الحقيقة، تتحمّل كامل المسؤولية عن العبث بالعلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين.