الطريق
جدد نظام الأسد إنكاره احتجاز الصحفي الأميركي أوستن تايس، وذلك بعد ساعات من تصريحات المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي قال، إن مهمته في الوساطة للإفراج عن تايس طويلة ومعقدة.
وكان المدير العام للأمن العام اللبناني عباس إبراهيم
قال أمس، إن بلاده لا تزال تتوسط بين واشنطن والنظام بشأن مصير تايس مشيراً إلى أن مهمته التي وصفها بالطويلة والمعقدة لا تزال مستمرة.
وأضاف:"الأمور تسير ببطء لكنها كما يجب والمفاوضات لم تتوقف في هذا الموضوع".
صحيفة الوطن المقربة من النظام قالت، إن أوساطاً في الخارجية السورية عبرت عن استغرابها من عودة الحديث عن وساطة يقوم بها عباس إبراهيم بشأن الصحفي الأميركي أوستن تايس.
وقالت هذه الأوساط: "نستغرب عودة الحديث عن وساطة يقوم بها اللواء عباس بشأن تايس الذي تدعي الولايات المتحدة أنه فقد في سوريا".
ونفت وجود أي مفاوضات أو وساطة يقوم بها أي طرف فيما يخص هذا الأمر، مكررة ادعاءات سابقة بأن النظام لا يمتلك أي معلومات عن الصحفي الأميركي المذكور.
وكانت خارجية النظام السوري وصفت في بيان صدر في شهر آب الماضي تصريحات الإدارة الأميركية حول اعتقال مواطنين أميركيين ومن بينهم أوستن تايس في سوريا، بأنها مضللة وبعيدة عن المنطق، وأن واشنطن هي من خرقت أحكام اتفاقيات فيينا للعلاقات القنصلية والدبلوماسية حين غضت الطرف بل وشجعت العشرات من مواطنيها على السفر إلى سوريا والدخول إلى أراضيها بشكل غير شرعي
وكان تايس يعمل مصوراً صحفياً لحساب وكالة "فرانس برس" و"ماكالاتشي نيوز" و"واشنطن بوست" و"سي بي إس"، وغيرها من المؤسسات الإعلامية، عندما جرى اعتقاله عند حاجز لقوات النظام قرب دمشق في آب من عام 2012.
وفي أيلول من العام نفسه، ظهر تايس في تسجيل فيديو وهو معصوب العينين محتجزاً لدى جماعة مسلحة غير معروفة، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي معلومات رسمية عما إذا كان حياً أو ميتاً.
وفي العام 2018 أعلنت السلطات الأميركية عن مكافأة قدرها مليونا دولار لمن يقدم أي معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.
وفي حزيران 2017، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تواصلاً سرياً جرى بين رئيسي المخابرات الأميركية "CIA" حينئذ مايك بومبيو وعلي مملوك، بهدف تحرير أوستن تايس أقرّت بها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقالت إنها عُقدت لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى النظام، من دون أن تقول كثيراً بشأن هذه المفاوضات.
واجتمع كبير مساعدي البيت الأبيض، كاش باتيل، والضابط السابق في الجيش الأميركي، روجر كارستينز، مع رئيس جهاز استخبارات نظام الأسد، علي مملوك، في دمشق، لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى نظام الأسد، بمن فيهم الصحفي أوستن تايس، الذي اختفى في آب من عام 2012، والطبيب مجد كم الماز الذي اختفى عام 2017.
ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، روبرت أوبراين، الذي عمل مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة الأميركية لشؤون الرهائن بين عامي 2018 و 2019، جهود إعادة تايس إلى الوطن بأنها "محبطة جداً"، مؤكداً أن بلاده تستخدم كل الأدوات، سواء من خلال الحلفاء أو الخصوم.
وكان ترامب قد بعث برسالة إلى رئيس النظام بشار الأسد، في آذار من 2020، يعرض فيها التحدث بشكل مباشر بشأن قضية الرهائن الأميركيين المحتجزين في سوريا.