الطريق
حث رئيس "هيئة التفاوض السورية" بدر جاموس المجتمع الدولي للضغط على النظام لتحديد مسار الحلّ السياسي وإيقاف أسلوبه المعتاد بإضاعة الوقت، مؤكداً رفض تحويل سوريا من ملف سياسي إلى ملف إنساني.
وخلال لقاء افتراضي لجاموس مع صحافيين ليل السبت، أكد أن وفد المعارضة التقى في الولايات المتجدة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، ونائب رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونائب ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال جاموس إن اللقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين المساعد للجامعة، كان "مثمراً وإيجابياً"، وحمل تفاصيل كثيرة ومهمة جداً، معتبراً أنه من أهم الاجتماعات التي أجراها وفد الهيئة في نيويورك.
وقال أبو الغيط خلال اللقاء، إنه فيما تحاول عدد من الدول العربية إعادة مقعد سوريا في الجامعة إلى النظام السوري، تمانع دول أخرى ذلك أبرزها قطر والسعودية، مشيراً إلى أن طرح تلك الدول لعودته هي عملية أقرب لوصفها بالمبادرة التي تضمن تنفيذ النظام لإصلاحات يطالب بها السوريون، فضلاً عن مراقبة سلوكه في أعقاب إعادة المقعد.
وشدّد أبو الغيط، حسب جاموس، على دعم تطلعات وحقوق الشعب السوري، لافتاً إلى أن الدول الممانعة لعودة النظام للجامعة، أكدت أن العودة لن تتم ما لم ينفّذ القرارات الدولية والأممية المتعلقة بسوريا وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2254.
من جهته، أكد الوفد على دور الجامعة العربية الإيجابي بالملف السوري، ودفع العملية السياسية حتى الوصول للانتقال السياسي وفق القرار 2254، مشدداً على أن عودة اللاجئين السوريين مقرونة بتحقيق مسار سياسي حقيقي.
وطالب جاموس بضغط دولي إقليمي على النظام لتحديد مسار الحلّ السياسي وإيقاف أسلوبه المعتاد بإضاعة الوقت، مشدداً على أهمية وجود دور عربي موحد لإنهاء معاناة الشعب السوري.
وقال جاموس إنه وجّه خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة انتقادات إلى مندوبه غير بيدرسون، وذلك بسبب ما وصفه بمحاولته "تحويل الملف السياسي إلى ملف إنساني"، الأمر الذي سيؤدي إلى "تعطيل مسار الحل السياسي" في سوريا، معتبراً أن الملف الإنساني يقع على عاتق المنظمات الدولية مسؤولية تحقيقه وليس على بيدرسون.
وأكد جاموس رفض طرح بيدرسون مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، معيداً السبب إلى غموض الطرح وضبابتيه حتى الآن، فضلاً عن أن مسألة القبول مرتبطة بقدرة المبدأ على " إنجاز الحلّ السياسي" وفق القرارات الأممية في مقدمتها القرار 2254.
وطالب بإنشاء آلية مستقلة خاصة للمعتقلين والمفقودين في سوريا تحقق المساءلة والمحاسبة، قائلاً إن "وجود آلاف المعتقلين والمفقودين في سجون النظام، يضع الأمم المتحدة أمام واجباتها الإنسانية والأخلاقية"، منتقداً تصريحات بيدرسون التي وصفها بالإيجابية عن "العفو العام الزائف" الذي أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد نهاية نيسان/إبريل. وأشار إلى أن النظام يكذب على العالم بهذا الملف من خلال تلك المراسيم، وغير مكترث بملف المعتقلين.