الشأن التركي

تصدع بطاولة المعارضة بتركيا.. هل تنهار بسبب مرشح الرئاسة؟

الجمعة, 30 سبتمبر - 2022
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

برز توتر جديد بين "الطاولة السداسية" للمعارضة التركية، بعد تصريحات أدلت بها زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، أبدت فيها نوعا من التحفظ على ترشح رئيس "الشعب الجمهوري" كمال كليتشدار أوغلو في انتخابات الرئاسة كمرشح مشترك. 

ومن المقرر أن تبدأ "الطاولة السداسية" جولتها الثانية من الاجتماعات بداية الشهر المقبل، دون الاتفاق بعد على المرشح الرئاسي الذي سينافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

والخميس الماضي، ألقى كليتشدار أوغلو كلمة خلال اجتماع لأعضاء حزبه في إزمير، قال فيها في إشارة لعزمه الترشح للانتخابات: "الآن أريد أن أعرف.. هل أنتم معي؟.. قرروا الآن هل سنهزم أعداء الشعب أم لا؟"، ما دفع رئيسي بلديتي أنقرة وإسطنبول لإعلان دعمهما له والوقوف إلى جانبه. 

زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار ذكّرت في حوار مع قناة "خبر ترك"، بتصريحات سابقة لكليتشدار أوغلو قال فيها إن "المرشح الرئاسي" سيحدد من خلال "الطاولة السداسية"، مشيرة إلى أنه هو من كلف هذه المهمة للطاولة وألزم نفسه بها، والتي ليست "كاتب عدل". 

وتابعت أكشنار، بأن "كليتشدار أوغلو لديه الحق في الترشح، وزعماء الطاولة الآخرون لديهم الحق بذلك أيضا، أنا الوحيدة التي قلت لن أترشح، لكن المطلوب هو مرشح قادر على الفوز". 

وأضافت أن المرشح قد يكون من حزب الشعب الجمهوري، لكن المهم هو ضمان الفوز، لافتة إلى أنه ليس لديها اعتراض على ترشح رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش. 

وفي ردها على تساؤل حول أن حزبها مدين لـ"الشعب الجمهوري" بسبب انتخابات 2018، حيث استقال نواب من ذاك الحزب وانضموا إلى حزبها لضمان دخوله البرلمان، أجابت أكشنار: "لسنا مديونين لأحد، وإذا كان كذلك فقد دفعناه في انتخابات 31 أذار/ مارس 2019 (المحلية)". 

بدوره قال رئيس حزب "ديفا"، علي باباجان، إن المرشح المشترك لن يكون مرشح حزبه، بل "الطاولة السداسية"، ويجب عليه أن ينفذ الإطار السياسي المشترك للطاولة وليس حزبه، وإلا فليقم كل حزب بترشيح مرشحه الخاص. 

الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في تقرير على صحيفة "حرييت"، قال إن تصريحات أكشنار لم تكن متوقعة بهذا القدر، مشيرا إلى أنها رسالة منها قبل اجتماع 2 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. 

واستبعد سيلفي، طرح كليتشدار أوغلو مسألة ترشحه في الاجتماع المقبل، مؤكدا أنه لن يتم الاستعجال بالإعلان عن "المرشح المشترك"، وسيتم الإعلان عنه في الوقت الذي تراه أكشنار مناسبا. 

ورأى أن كليتشدار أوغلو لن يتراجع عن ترشحه للرئاسة، مشيرا إلى أن ترشحه أصبح خطا أحمر بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري. 

وقال إنه رغم إعادة طرح ترشح إمام أوغلو ويافاش إلى الواجهة مرة أخرى، فإنهما لن يكونا مرشحين رغما عن كليتشدار أوغلو، لأنهما إذا فعلا ذلك فلن يتمكنا من البقاء في حزب الشعب الجمهوري. ط

وأضاف أن كليتشدار أوغلو كاد أن ينهي مسألة الترشح للرئاسة، وبقي الأمر بالإعلان عن ذلك في الطاولة السداسية، ولكن أكشنار اعتلت المنصة وأفسدت الأمر، لافتا إلى دورها في منع ترشيح الرئيس التركي السابق عبد الله غل عام 2018. 

وأكد سيلفي أن هذه التطورات ستحدد مصير الطاولة السداسية، وسيكون لها تأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية، وبعد هذه المرحلة ضعفت فرص الخروج بمرشح مشترك للطاولة. ولا يستبعد قيام حزب الشعوب الديمقراطي بترشيح مرشح له في الجولة الأولى بعد ما حصل. 

الكاتبة التركية كوبرا بار قالت في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، إن أكشنار زارت 81 مقاطعة تركية في العامين الماضيين، وأعادت زيارتها لـ26 مقاطعة مرة أخرى في جولة ثانية، وقد كانت تتابع عن كثب نبض الشارع الذي لا يرى بأن كليتشدار أوغلو قادر على الفوز. 

وتابعت بأن زعيمة حزب الجيد ضربت الطاولة السداسية بقبضتها في تصريحاتها الأخيرة، وقالت: "لا يتعين عليها قبول ترشح كليتشدار أوغلو لأن حزبه يريد ذلك". 

ورأت أن أكشنار لن تغادر طاولة المعارضة، وستفكر بجدية في إحضار اسم مختلف على الطاولة على حين غرة وفي اللحظة الأخيرة. 

الكاتب التركي محمود أوفر في تقرير على صحيفة "صباح"، قال إنه من الواضح أن الطاولة السداسية على وشك الانهيار، وحتى إن لم يكن كذلك، فإن أكشنار في موقفها الأخير مهدت لذلك. 

وتابع بأن أكشنار إذا قبلت ترشح كليتشدار أوغلو، فإن المعضلة التي ستواجهها هي تفكك حزبها، وعدم موافقتها قد يسبب مشاكل أكبر حيث ستنقلب الطاولة وستدخل التاريخ كسياسية قلبت الطاولة. 

وكشف الكاتب أن كليتشدار أوغلو الذي يدعم حزب الشعوب الديمقراطي والذي ترفضه أكشنار، اجتمع مع باباجان لأكثر من ثلاث ساعات الثلاثاء الماضي، وهناك حديث عن طرح تحالف ما بين "الشعب الجمهوري/ الشعوب الديمقراطي" مع "ديفا" ضد مساعي أكشنار عن تحالف قومي محافظ محتمل. 

من جهته قال الكاتب ظافر شاهين في تقرير على صحيفة "ملييت"، إن إصرار كليتشدار أوغلو على الترشح يزعج أكشنار التي إن قدمت الدعم له فلن تكون قادرة على توحيد حزبها، وبذات الوقت إذا تركت الطاولة فسيتم الإعلان عنها بأنها "مبعثرة الطاولة"، وستكون أحد الأسماء التي سيتم محاسبتها إذا فشلت المعارضة بالانتخابات. 

وأضاف أن مهمة أكشنار صعبة للغاية بسبب الخشية من عدم قدرتها على الحفاظ على حزبها إذا أصبح كليتشدار أوغلو "المرشح المشترك" للطاولة السداسية، وستثير اعتراضها على ترشحه في الاجتماع المقبل، وستقترح عليه بأن لا يترشح وأن يعرض مرشحا آخر. 

وإذا لم تتمكن أكشنار من إقناع زعيم حزب الشعب الجمهوري، ستقدم الدعم له كرها "من دون رغبة" قائلة: "تتحملون المسؤولية السياسية أنتم". 

وتمكن كليتشدار أوغلو من سحب ورقتي يافاش وإمام أوغلو من يد أكشنار التي أصبحت تعتبر أن رئيس بلدية إسطنبول أصبح شخصية "غير موثوقة بها"، ورئيس بلدية أنقرة شخصية "غير كفء"، لكنها تبقي هذين الاسمين على جدول الأعمال من أجل القدرة على المساومة. 

ورأى الكاتب شاهين أن مصير "الطاولة السداسية" أصبح الآن في يد أكشنار، والقرار الصعب الذي ستتخذه سيغير التوازنات على جبهة المعارضة. 

ويعترض قسم كبير داخل حزب الجيد على البقاء في تحالف مع حزب الشعب الجمهوري بسبب علاقته مع "الشعوب الديمقراطي" والذي تنعته أكشنار بـ"الإرهاب"، وأن ذلك سيؤثر على اتجاهات وأهداف الحزب. 


المصدر: عربي21