الطريق
لم تتفق أحزاب المعارضة التركية على مرشح رئاسي واحد، لخوض السباق الانتخابي ضد الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان.
وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض بولنت كوش أوغلو إن عدم ترشيح زعيم المعارضة والحزب كمال كلجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية سيؤدي إلى تفرقة الطاولة السداسية المعارضة، التي تجتمع منذ أشهر تحضيراً للانتخابات.
وأعلن كلجدار أوغلو قبل أيام أنه مستعد للترشح للانتخابات، ورداً على سؤال عما إذا كان كلجدار أوغلو مرشحاً للفوز بالانتخابات، قالت زعيمة الحزب "الجيد" ميرال أكشنر، أبرز حلفاء كلجدار: "ليس سؤالاً جيداً، فحتى الآن غير معروف"، ما فتح الباب أمام نقاشات بشأن دخول المعارضة التركية "نفقاً مظلماً" في قضية اختيار مرشح توافقي.
في المقابل، يرى كوش أوغلو أنه "من المؤكد ترشّحه، وهو أمر طبيعي، فهو زعيم أكبر أحزاب المعارضة، كما أن أكشنر تدعم ترشحه".
وأوضح أنه "يجب أن يكون المرشّح من أكبر أحزاب المعارضة، وفي حال رفضت الطاولة السداسية ترشح كلجدار أوغلو يجب تقييم ذلك جيداً، فهو رجل صادق ولديه خبرة ورجل دولة، رفضه سيعتبر موقفاً غير مقبول، ويمكن أن يؤدي لتشتت الطاولة السداسية".
وحول توافق المعارضة وتوقيعها بروتوكولاً حول خريطة الطريق لمرحلة ما بعد الانتخابات في حال فوزها، قال كوش أوغلو: "إذا اختير كلجدار أوغلو رئيساً، فإن زعماء الأحزاب البقية قد يكونون نواباً له، وسيكون لهم دور في القرارات الرئاسية". وأردف: "سيجري تقاسم مناصب مساعدي الرئيس والوزارات، وستكون كل هذه المرحلة على طاولة المعارضة".
ورداً على سؤال حول زعامة حزب الشعب الجمهوري المعارض، بعد أن كانت المعارضة قد طالبت الرئيس بألا يكون منتمياً لأي حزب، أجاب أوغلو: "سيبقى كلجدار أوغلو زعيماً للحزب مؤقتاً في المرحلة الانتقالية ورئيساً أيضاً، وبقدر ما تكون المرحلة الانتقالية قصيرة سيكون الأمر جيداً".
وكانت 6 أحزاب تركية معارضة قد أعلنت في آب، أنها اتفقت على تقديم مرشح توافقي من قِبلها للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2023، ليكون منافساً للرئيس رجب طيب أردوغان، مبينةً أنه سيكون الرئيس 13 في البلاد، ورئيس كل تركيا.
وجاء ذلك في الاجتماع السادس لزعماء الأحزاب الستة المعارضة، الذي استضافه حزب السعادة، حيث استمر الاجتماع قرابة 6 ساعات، وانتهى بصدور بيان ختامي مشترك موقّع من قبل القادة.
وبذلك، أكملت الأحزاب الستة الجولة الأولى من الاجتماعات التي عقدتها على مدار أكثر من 6 أشهر، على أن تبدأ جولة ثانية اعتباراً من تشرين الثاني، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ويشارك في الطاولة السداسية كل من زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، وزعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر، ورئيس حزب السعادة تمل كاراملا أوغلو، ورئيس حزب دواء علي باباجان، ورئيس حزب مستقبل أحمد داود أوغلو، ورئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال.
وتتجه الأنظار إلى الطاولة السداسية لدى البحث عن مرشح للانتخابات، حيث يبدو تقديم مرشح توافقي خياراً منطقياً للمعارضة؛ إذ يعظم من فرصها في الفوز، لكن هذا المنطق تحديداً هو السبب الرئيس لعدم قدرتها حتى اللحظة على التوصل لمرشح توافقي، بل سيمنعها على الأغلب من التوصل له على الإطلاق.
فأحزاب المعارضة الستة تأتي من خلفيات ومشارب متنوعة وأحيانا متناقضة، ويجمعها في الأساس منافسة أردوغان وفكرة العودة للنظام البرلماني، لكن هذا لم يردم حتى اللحظة فجوة الثقة القائمة بينها.
وفي ظل وجود فرص لمنافسة أردوغان في حال اتفقت الأحزاب المعارضة على مرشح توافقي تحت نظام رئاسي يمنح الرئيس صلاحيات واسعة جداً من الصعب تحديدها من قبل البرلمان والقضاء أو كليهما، فإن الحرص يصبح سيد الموقف بين هذه الأحزاب بحيث لا ترغب في أن تكون مجرد جسر لوصول أحدها عبر مرشحه للرئاسة بكل هذه الصلاحيات ليتنكر لاحقاً لكل المسار السابق.