الطريق
في دلالة على حجم التغلغل الإيراني في سوريا، شهدت البلاد مؤخراً، احتفالات واسعة بمناسبة ذكرى عاشوراء، حيث أقيمت مجالس العزاء وانتشرت رايات ولافتات المناسبة في الحسينيات والمضافات والمقامات الدينية في حمص وحلب ودمشق وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.
وحسب "تلفزيون سوريا" نظمت فعاليات الذكرى أيضا في الساحات العامة في عدد كبير من القرى والبلدات والمدن في مناطق سيطرة النظام، ونظمت المجالس والفعاليات بكثافة أيضاً في مقار الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني، ومناطق نفوها، ووزعت المشروبات على المشاركين والمارة وأقيمت الولائم التي دعي إليها الآلاف، ونظمت مشاهد تمثيلية للأطفال تجسد شخصيات ذكرى عاشوراء.
ورصد الموقع فعاليات ذكرى عاشوراء على امتداد مناطق سيطرة النظام، وتصدرت حمص وريفها قائمة المحافظات التي شهدت العدد الأكبر من مجالس العزاء ونقاط الفعاليات، وزادت على 22 نقطة احتفاء، وكانت معظمها بتنظيم مباشر من قيادة المنطقة الوسطى في "حزب الله" اللبناني، وبإشراف مجمع سيد الشهداء بحمص الذي تدعمه وتموله إيران. وتوزعت مجالس العزاء في حمص وريفها، والتي تخللتها أنشطة لفرق الكشافة (أطفال ومراهقين) وخطب دينية وولائم على قرى تل أغر والثابتية وكفر عبد، والحازمية والحايك والصالحية وتجمع قرى أم العمد، والغور.
أما في دير الزور حرصت المليشيات الإيرانية على منع تداول الصور والتسجيلات المصورة التي تظهر الفعاليات وقد اعتقلت بالفعل عدداً من المشاركين الذين حاولوا نقل الوقائع على مواقع التواصل الاجتماعي من بلدة حطلة، وعدد آخر من النقاط التي شهدت تنظيم مجالس عاشورائية في البوكمال وأحياء دير الزور المدينة، كما أصيب خمسة أشخاص بينهم طفلان بحالات اختناق بسبب التدافع في حطلة بريف دير الزور، وزاد عدد نقاط الاحتفاء بذكرى عاشوراء في دير الزور وريفها على 14 نقطة، بينها مقار وثكنات عسكرية للميليشيات الإيرانية والعشائرية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني".
واستقبلت العاصمة دمشق أعدادا كبيرة من "حجاج المراقد" من إيران ولبنان والعراق، وشهدت منطقة السيدة زينب وجوارها من الأحياء جنوبي العاصمة وعلى طريق دمشق - السويداء القديم الفعاليات الأضخم، وبدأت فعاليات الذكرى في 1 محرم هجري في مقام السيدة زينب الذي بالغ مكتب ممثل الخامنئي في سوريا، ومؤسسة جهاد البناء التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني"، وباقي المؤسسات والجمعيات الدينية الإيرانية في تزيينها.
وحسب تلفزيون سوريا، شهدت مدينة نبل شمالي حلب لأول مرة فعاليات واسعة بذكرى عاشوراء، والتي نظمها بشكل شخصي مسؤول المنطقة الشمالية في قيادة "حزب الله" اللبناني، وعلى مدار 10 أيام نظمت مجالس العزاء في معظم الحسينيات في المدينة، وفي بلدة الزهراء المجاورة، وفي عدد من الحسينيات الناشئة حديثاً في حريتان وضواحي حلب الشمالية، وانتهت الفعاليات في 9 آب بمسيرة عاشورائية هي الأكبر في حلب، حيث جالت شوارع نبل ومحيطها، وشارك فيها مئات المقاتلين من "حزب الله"، وميليشيا "نبل والزهراء" والميليشيات الإيرانية الأخرى، بينها "فيلق المدافعين عن حلب" و"لواء الباقر" وميليشيا "كفريا والفوعة"، بالإضافة إلى مشاركة كبيرة لكشافة نبل التي استخدمت الأطفال من الجنسين لتظهر الاحتفاء الواسع في ذكرى عاشوراء.