الطريق
أطلقت منظمة الصحة العالمية أعلى مستوى من التأهب، في محاولة لاحتواء تفشّي جدري القردة، الذي أصاب حتى الآن حوالي 17 ألف شخص في 74 بلدا، وفق ما أعلن مديرها العامّ.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، إن تفشي جدري القرود في أكثر من 70 دولة يعد وضعا "استثنائيًا"، وبات يشكل "حالة طوارئ عالمية".
وقال غيبرييسوس: "قررت إعلان حال طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا" في مواجهة جدري القردة، موضحا أن الخطر في العالم معتدل نسبيا، باستثناء أوروبا، حيث يعتبر مرتفعا.
واتخذ غيبريسوس الإجراء الأول من نوعه في هذا التصنيف، رغم عدم وجود توافق في الآراء بين الخبراء العاملين في لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية بخصوص الفيروس المذكور، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وأكد أنه اتخذ القرار رغم فشل الهيئة الاستشارية في الاتفاق على التصنيف، وأوضح أن "قراره كان بمثابة كسر التعادل مع 9 أعضاء من لجنة الخبراء ضد هذه الخطوة و6 مؤيدين".
وقال إنه "تم الإبلاغ عن أكثر من 16 ألف إصابة و5 وفيات في 75 دولة ومنطقة".
وأوضح مدير عام "الصحة العالمية" التابعة للأمم المتحدة، في بيان، أن "لدينا مرضا انتشر في أنحاء العالم بسرعة من خلال طرق انتقال جديدة لا نعرف عنها سوى القليل جدًا".
ومنذ مطلع أيار، عندما اكتُشِف خارج البلدان الأفريقية حيث يستوطن، أصاب المرض أكثر من 16836 شخصًا في 74 بلدًا، وفق تعداد للمراكز الأمريكيّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) حتّى 22 تموز.
وإعلان "حالة الطوارئ العالمية" قد يحفز إلى المزيد من الاستثمار في إنتاج علاجات ولقاحات للمرض، الذي كان نادرًا في يوم من الأيام، بحسب المصدر نفسه.
وبهذا الخصوص، قال رئيس قسم الطوارئ بالمنظمة، الدكتور مايكل رايان، في تصريح صحفي، إن "المدير العام اتخذ هذا القرار حتى يأخذ المجتمع العالمي حالات تفشي المرض الحالية على محمل الجد".
وأشادت واشنطن بقرار منظمة الصحة العالمية، واصفةً إياه بأنّه "دعوة إلى تحرك المجتمع الدولي لوضع حدّ لانتشار هذا الفيروس".
وقال راج بنجابي، منسّق البيت الأبيض المعنيّ بالأوبئة، في بيان، إن "الاستجابة الدوليّة المنسقة ضروريّة لوقف انتشار جدري القرود وحماية المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، والسيطرة على الوباء".
وتظهر أعراض المرض على هيئة حمى وتضخم الغدد الليمفاوية وآلام في العضلات والتهاب حلق، إضافة إلى الإرهاق والقشعريرة وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه وباطن القدمين والأعضاء التناسلية وغيرها من أجزاء الجسم.
واكتشف جدري القرود أول مرة عام 1958، عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.