الطريق- عبد العزيز الخطيب
بدأ الشاب محمود، المهجّر من مدينة حلب إلى ريف حلب الشمالي، باستخدام تطبيق "swetatcoin" أو ما يعرف محلياً بتطبيق المشي، وهو يقضي ساعات طِوال في محاولة زيادة رصيده وكسب النقاط الإضافية.
مؤخراً، لاقى البرنامج "swetatcoin" رواجاً بين السوريين في ريف حلب الشمالي وإدلب، وهو تطبيق يمنح المشترك نقطة واحدة في رصيده مقابل كل ألف خطوة يمشيها، والهدف من التطبيق كما نقلت مواقع مختصة عن مصمميه تشجيع الناس على ممارسة الرياضة، وفي الوقت نفسه يكسب التطبيق أرباحه من خلال الإعلانات التي يعرضها للمشتركين والتي يمنحهم عليها نقاطاً إضافية.
يقول محمود في حديثه لـ"الطريق" إنه يحتاج إلى أكثر من 10 آلاف خطوة حتى يحصل على 10 نقاط يومياً، وهو أمر صعب؛ إذ لم يتجاوز مسيره اليومي في أفضل الأحوال 5 آلاف خطوة، وقد لاحظ أن التطبيق يحتسب أي حركة للجهاز ويعتبرها خطوة، ما شجعه على الاستفادة من هذه الثغرة.
ويحتاج التطبيق إلى حسابات محددة لتحويل الرصيد من نقاط رقمية إلى الدولار، وهو ما شجع كثيرين للعمل كوسطاء بين أصحاب تلك الحسابات والمشتركين العاديين. وتباع كل ألف نقطة بمبلغ يتراوح بين 10 إلى 15 دولاراً، وتتنقل النقاط من مندوب إلى مندوبٍ آخر أكبر حتى تباع أخيراً بـ50 دولاراً.
البرنامج لم يخلُ من عمليات الاحتيال، ورصد "الطريق" خسائر تعرض لها العديد من الشبان، وقد تحدثوا عنها ضمن إحدى غرف برنامج "واتس آب" المختصة بهذا البرنامج.
أحدهم تحدث عن تعرضه للاحتيال بعد تحويله النقاط لأحد المندوبين عن بعد، وقيام المندوب بعدها بحظره دون أن يرسل قيمتها، بينما تعرض آخرون لعمليات احتيال قد تكون أصعب نتيجة جهلهم، وذلك بعد قيامهم بمشاركة شاشة جوالاتهم عن بعد مع أحد المندوبين وتحويل المندوب الرصيد إلى حسابه دون أن يدفع ثمنها.
تكرار هذه الحالات دفع الناس إلى الامتناع عن بيع النقاط إلا بعد اللقاء بالمندوب وجهاً لوجه، وبالتالي البيع بأسعار أقل من الأسعار الحقيقية في تركيا، والتي قد تصل لأربعين دولاراً لكل ألف نقطة.
يُستخدم التطبيق من قبل جميع الشرائح العمرية، لكن فئة الشباب هي الأكثر تلاعباً وتحايلاً على التطبيق. يقول بعض من التقيناهم إنه بمثابة تحدٍ لمهاراتهم في التلاعب على الذكاء الصناعي، بينما يرى آخرون أنها ثغرة لجني بعض الأموال.