الطريق
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تحقيقاً عن العالم الرقمي لنساء عناصر تنظيم الدولة في مخيمات الاعتقال السورية حول أهم الموضوعات التي يناقشنها في محادثاتهن عبر الإنترنت، و القضايا التي تثير انقساماً شديداً بينهن.
وذكرت المجلة أنه لا توجد مصادر كثيرة لفهم بقايا نساء التنظيم في سوريا وكيف يفكرن، ولكن أهم هذه المصادر هي محادثاتهن عبر تليغرام، رغم أن الهواتف المحمولة محظورة عليهن، مشيرةً إلى أنهن أنشأن غرفة محادثة تضم 400 عضوة، تشارك منهن 200 يومياً على الأقل.
وتقول "فورين بوليسي"، إن منشورات فضائح الفساد ليست نادرة هي الأخرى، فقيادات تنظيم الدولة وأنصاره في الخارج، يرسلون أموالاً عبر عدد قليل من النساء في المخيم، إلا أن المسؤولات عن توزيع الأموال، غالباً ما يُتهمن بسحبها بدلاً من ذلك، وإهمال النساء الأكثر احتياجاً.
ورغم أن الدردشات مخصَّصة للناطقات بالروسية، فإن الأخبار من فرنسا الأكثر شعبية عبر تلك المحادثات، التي كان أبرزها قطع رأس مدرس هناك، على يد مهاجر شيشاني، في حادث افتخر به سكان المخيم.
وبيّنت المجلة في تقريرها إلى أن الموضوعات تتطرق إلى بيع الطعام والخيام والملابس والمجوهرات والأدوية والحيوانات، نظراً لأن عدد من النساء يربين حيوانات أليفة، وهناك الكثير من الرسائل المتعلقة بتربية الأرانب، مشيرةً إلى أن المناقشات الأكثر سخونة غالباً تكون حول القضايا الاقتصادية مثل الطعام والخيام ومواقد الطهي.
وتابعت المجلة في تقريرها أنه يتم اتهام البائعين بوضع أسعار مرتفعة للغاية، وعلى الرغم من أن بعض النساء يدافعن عن التجارة الحرة واختيار البائع لتحديد السعر بناء على الطلب، تشير أخريات إلى أن الدين يحث على مساعدة الفقيرات، متهمات البائعين بعدم اتباع الإسلام.
وذكرت المجلة أن بعض النساء يبحثن عن مصادر للدخل وكسب المال، ويفتحن العديد من الأعمال، ويستخدمن الإنترنت للإعلان، مثل فصول للأطفال وتحويل الأموال بشكل غير قانوني وخدمات غسيل الملابس واستئجار أحواض السباحة للأطفال.
وأشارت المجلة إلى أن المواضيع الأكثر خطورة، والتي تسبب خلافات حادة بين نساء تنظيم الدولة، هي الحديث عن الملابس المقبولة للنساء في المخيم، وكيفية التعامل مع العمال الذكور في المعسكر، والآراء حول إمكانية الإعادة إلى الوطن، وما إذا كانت شخصيات معينة من التنظيم مسلمة أم لا.
وأكدت المجلة أنه مع مرور الوقت تصبح النساء أقل اهتماماً بالموضوعات التي وصفتها بالمتطرفة، وأكثر اهتماماً بالقضايا الحياتية.