الشأن التركي

ما هدف تركيا من عملية "المخلب- القفل" شمال العراق؟

الثلاثاء, 19 أبريل - 2022
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

الطريق


أطلقت تركيا فجر الاثنين، عملية "المخلب-القفل" ضد منظمة العمال الكردستاني شمال العراق، تشارك فيها قوات جوية وبرية، وتأتي ضمن سلسلة عمليات أطلقتها منذ عام 2019. 

والاثنين، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل أحد جنودها خلال العملية التي تركزت في مناطق متينا وزاب وأفشين-باسيان شمال العراق. 

وذكر بيان لوزارة الدفاع، أن الجيش التركي سيطر على الأهداف المخطط لها في المرحلة الأولى، لافتة إلى استمرار العملية بنجاح كما هو مخطط لها، موضحة أن عمليات البحث والمسح تتواصل بعد تدمير المخابئ والمستودعات والكهوف التابعة لمنظمة العمال الكردستاني. 

"مفهوم 2023"

الكاتبة التركية هاندا فرات في تقرير على صحيفة "حرييت"، ذكرت أن الغرض الرئيس للعمليات العسكرية التي بدأت منذ ثلاث سنوات ضد منظمة العمال الكردستاني هو تحقيق "مفهوم 2023" والتي تعني فقدان المنظمة الكردية قدرتها التشغلية تماما حتى عام 2023. 

وأضافت أنه بعد القضاء على منظمة "غولن" داخل الدولة، فقد تحولت البيروقراطية الأمنية إلى نموذج "تدمير الإرهاب من مصدره"، والهدف الرئيس الآن هو "تحرير الحدود مع العراق بالكامل من هاكورك إلى الحدود مع سوريا من الإرهاب". 

وحول "مفهوم 2023" أشارت إلى أن الاستخبارات التركية تنفذ عمليات خاصة عبر الحدود تطال كبار مسؤولي المنظمة الكردية، وفي الوقت ذاته تقوم القوات المسلحة باكتشاف وتدمير البنية التحتية واللوجستية للمنظمة. 

اقرأ أيضا: عملية عسكرية تركية ضد "العمال الكردستاني" شمال العراق 

ولم تتمكن المنظمة من القيام بأي تحركات لفترة طويلة، وسلسلة العمليات التي تقوم بها قوات الأمن قد أضعفت قدرة المنظمة، حيث تم التقليل من محاولات التسلل إلى تركيا من العراق، والآن الهدف الرئيس هو إغلاق حدود شمال العراق تماما أمام المنظمة من خلال السيطرة على منطقة زاب. 

أهمية قفل المخلب

وذكرت الكاتبة فرات، أن المكان الوحيد الذي لا يمكن التدخل فيه بشكل كامل خلال عمليات المخلب كانت منطقة زاب التي استقر فيها مسلحو المنظمة الذين فروا من مناطق العمليات الماضية. 

وتابعت بأن منطقة "زاب" كانت نقطة انطلاق المنظمة للوصول إلى تركيا، وتتميز بجغرافيا صعبة، ورغم تنفيذ العديد من العمليات هناك إلا أن عناصر المنظمة يعودون إليها. 

ولا توجد معلومات حول توقيت انتهاء عملية "المخلب-القفل" نظرا للجغرافية الصعبة في المناطق التي تجرى فيها العمليات، ويتم التأكيد أنها قد تستغرق وقتا بحسب الكاتبة التركية. 

وحول الدول التي تم إبلاغها بالعملية العسكرية فهي الولايات المتحدة وحكومة العراق. 

ولفتت الكاتبة إلى أن المنظمة المحاصرة بطريقة ما في العراق، تحاول نقل الذخائر والعناصر إلى سوريا، ومع ذلك فإن هذه الخطوة صعبة أيضا بسبب العمليات التركية في سوريا والجدار والإجراءات الأمنية التي أقيمت على الحدود. 

ونوهت إلى أن السلطات تؤكد أن العمليات على الحدود ستتواصل، وأن الهدف هو أن تفقد المنظمة قوتها العملياتية بالكامل حتى عام 2023 في إطار "مفهوم 2023". 

عملية عسكرية سبقتها زيارة من بارزاني لتركيا 

الكاتبة التركية هلال كابلان في تقرير على صحيفة "صباح" التركية، أشارت إلى أن الجيش التركي قام بـ"تطهير الحدود الجنوبية إلى حد كبير من إرهابيي وحدات حماية الشعب وتنظيم الدولة في سوريا"، فيما تحرز القوات التي لديها 60 قاعدة في شمال العراق، تقدما كبيرا بدعم من حكومة إقليم كردستان. 

ولفتت إلى أن العملية العسكرية "المخلب-القفل" جاءت بعد يومين من زيارة رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان. 

وتابعت بأن "المخلب-القفل" تعد المحطة الثامنة من العمليات التي انطلقت عام 2019 تحت اسم "المخلب"، والتي تمكنت من تحقيق ضمان أمن الخط الحدودي مع العراق. 

وأضافت أن ما تبقى هي منطقة "زاب"، ومع عملية "المخلب-القفل" فستتم السيطرة عليها، وبالتالي ضمان أمن الحدود التركية بالكامل، حيث تواصل القوات "تدمير أوكار زعماء المنظمة الإرهابية الذين اعتقدوا أنه يتعذر الوصول إليهم". 

التمهيد لعملية أوسع وأكثر شمولية 

الكاتب التركي إسماعيل كابان في تقرير على صحيفة "Türkiye Gazetesi" أشار إلى أن بقاء منظمة العمال الكردستاني حتى يومنا هذا سببه الدعم الكبير الذي تتلقاه من القوى الإقليمية والعالمية، ولولا هذا الدعم لاختفت المنظمة منذ زمن. 

وأضاف أنه رغم الدعم الذي تتلقاه، فإن تركيا أحكمت حصارها للمنظمة الكردية، ففي الماضي اعتاد المسلحون على ارتكاب أعمال دموية في تركيا من خلال التسلل عبر الحدود من سوريا والعراق، وهي الآن غير قادرة على اتخاذ أي إجراء مضاد كما السابق. 

وقال: "لقد كسرت القوات المسلحة التركية ظهر المنظمة الإرهابية من خلال مواصلة كفاحها ضدها في مناطق جغرافية صعبة وظروف جوية غير مواتية". 

ورأى أن عملية "المخلب-القفل" تهدف إلى تمهيد الطريق لعمليات أوسع وأكثر شمولا واستراتيجية سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة. 

وتابع بأن ما يجري هو السيطرة الدائمة على المناطق التي تحاول المنظمة استخدامها باستمرار، ومع تعمق العمليات بهذه الطريقة تختفي فرصة المنظمة للحماية واتخاذ إجراءات مضادة. 

ونفذت تركيا عمليات فعالة للغاية ضد المنظمة الكردية على أراضي سوريا رغم اعتراض الولايات المتحدة وروسيا، وفي مواجهة الجو السياسي الحالي والتوازنات العالمية الجديدة، ستدرك واشنطن وموسكو أنهما وصلتا إلى مفترق طريق جدي بشأن منظمة العمال الكردستاني وفروعها، بحسب الكاتب. 

وأضاف أن تصميم تركيا وممارساتها في هذا الصدد واضحة، وقد نشهد تغيرات جذرية في المواقف في الفترات المقبلة، ومراجعة سياسية من كافة الدول الداعمة للمنظمة الكردية. 


المصدر: عربي21