الطريق
بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لهجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على خان شيخون، في نيسان 2017، والرابعة على دوما، في نيسان 2018، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً تحت عنوان "هجمات خان شيخون ودوما الكيميائية التي نفذها النظام السوري ما زالت دون محاسبة منذ خمس سنوات".
وأوضح التقرير أن "خمساً وأربع سنوات مرّت على هذه الهجمات، وما زلنا نشهد المزيد من ترسيخ سياسة الإفلات من العقاب"، مشيراً إلى أن "روسيا تمارس في أوكرانيا التكتيكات ذاتها التي مارستها في سوريا فيما يتعلق بملف الأسلحة الكيميائية".
وكانت الشبكة وثقت، في تقارير سابقة لها، مقتل 91 مدنياً بينهم 32 طفلاً و23 سيدة خنقاً، وإصابة قرابة 520 شخصاً، عندما استخدم النظام السوري السلاح الكيميائي ضد مدينة خان شيخون، في 4 نيسان 2018، كما وثق مقتل 39 مدنياً بينهم 10 أطفال و15 سيدة، وإصابة قرابة 550 شخصاً، عندما استخدم السلاح الكيميائي ضد مدينة دوما بريف دمشق، في 7 نيسان 2018.
وأوضحت الشبكة أن "روسيا دعمت النظام السوري في استخدامه أسلحة دمار شامل، وأن تكرار استخدامه للأسلحة الكيميائية في مئات الهجمات، وإفلاته من العقاب على مدى 11 عاماً، كل ذلك كان برعاية وحماية روسية مطلقة".
وأضاف أن روسيا "ضالعة بشكل مباشر في إخفاء النظام السوري كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية، وذلك لأنها في الاتفاق الروسي الأميركي الموقع في أيلول 2013، وضامن لأن يقوم النظام السوري بتدمير أسلحته الكيميائية كافة"، مشيراً إلى أن روسيا "شريكة مساهمة في هجوم سراقب الكيميائي، في 4 شباط 2020، كما أنها قدَّمت دعماً عسكرياً مباشراً للنظام السوري في ثلاث هجمات كيميائية على الأقل.
وأشارت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى أن "روسيا طرف في النزاع في سوريا ومتورطة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، مؤكداً أن "الفيتو في مجلس الأمن يمهّد لها الطرق للاستمرار في جرائمها، مذكراً باستخدام روسيا للفيتو في مجلس الأمن ستَّ مرات ضدَّ مشاريع قرارات تتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
ووفقاً لتقرير الشبكة، فإن "القوات الروسية زادت من حدة هجماتها الوحشية في أوكرانيا بعد اجتياحها في 22 شباط الماضي، لتصل إلى مستوى قريب من هجماتها التي مارستها في سوريا"، لافتاً إلى أن "روسيا تستخدم التكتيك ذاته في أوكرانيا وسوريا، وهناك مخاوف دولية من استخدامها أسلحة دمار شامل في أوكرانيا".
وأكد التقرير أنه "يجب بعد تَحقيقات الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والتي تتمتع بالدقة والمصداقية العالية، أن يتحرك مجلس الأمن الدولي ويتخذ كافة أشكال الإجراءات، بما فيها العقوبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ضد النظام السوري"، مشدداً على أن ذلك "لم يتم حتى بعد مرور خمس وأربع سنوات كاملة، وما زال أهالي المدنيين، في مدينتي خان شيخون ودوما، الذين قتلوا وأصيبوا وأصدقاؤهم ينتظرون العدالة ومحاسبة الجناة".
وطالبت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" المجتمع الدولي "بمنع تكرار أخطائه بحق المدنيين في سوريا، ومنع تكرارها في أوكرانيا، وتصحيح الأخطاء الكارثية التي وقعت في ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا، بدءاً من وعود الخط الأحمر، وحتى انعدام وجود أية محاسبة للنظام السوري وحليفه الروسي".