الشأن السوري

محليات

سوريات يُجبرنَ على العمل الشاق لتأمين لقمة العيش

الثلاثاء, 6 يوليو - 2021
اضطرت المرأة لتحمل أعباء جديدة
اضطرت المرأة لتحمل أعباء جديدة
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

الطريق - راوية محمد


على دراجة نارية ذات ثلاث عجلات "طريزينة" تجوب أم زينب في أحياء محافظة الحسكة لتبيع قطع الثلج.

"حاربت الفقر بقوة يدي، لا أريد أن أحتاج لأحد طالما لدي القوة وأستطيع أن أعمل" تقول السيدة أم زينب التي وجدت في هذا العمل دخلاً جيداً لإعالة أطفالها.

تتابع: "بدأت العمل ببيع مأكولات للأطفال على دراجة صغيرة، ومع بداية فصل الصيف انتقلت لبيع قطع الثلج "بوظ" ضمن الأحياء القريبة من بيتي".

فرضت حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المناطق السورية ظروف حياتية غير مألوفة أو لم تكن مقبولة في معظم المدن والبلدات، حيث اضطرت المرأة لتحمل أعباء جديدة، وأصحبت في كثير من الأحيان المعيل الوحيد للأسرة، واضطرت لدخول لسوق العمل ضمن مجالات عدة كانت محصورة بالرجال فقط؛ كالزراعة والبناء وتمديد الكهرباء وقيادة السيارات وغيرها. 

تتوجه أم كريم 47 عاماً في كل صباح برفقة ابنتيها للعمل في إحدى الأراضي الزراعية؛ لتحصل في آخر النهار على مبلغ لا يتجاوز دولاراً ونصف.

 تقول أم كريم "أجر قليل أفضل من لا شيء، فأنا مضطرة للعمل لأنه بعد استشهاد زوجي أصبحت المعيلة الوحيدة لأسرتي".

وتوضح الناشطة شهد الأحمد من الحسكة أن ثقافة العمل لم تعد تطوراً وانفتاحاً، بل أصبحت واقعاً مفروضاً على المرأة في ظل ما تفرضه الأحوال المعيشية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها.

وتقول الأحمد: "إنَّ آثار الحرب على السيدات السوريات من تهجير وفقدان السكن والمعيل والأبناء، كل ذلك أثقل كاهلها بأعباء كبيرة لا طاقة لها على حملها".

تقول ضحى المسلط، مديرة مشغل خياطة في سوق الحسكة: "ثقافة عمل المرأة جديدة في معظم الأوساط السورية التقليدية، ولكنه أصبح واقعاً حيث تدير الكثير من السيدات بيوتهن بمفردهن".

وتضيف: "بعض النساء افتتحنَ أعمالهنّ الخاصة؛ كمراكز التدريب والصالونات وورشات الخياطة".

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قد حذرت في تقارير سابقة أنَّ عشرات الآلاف من النساء السوريات وقعنَ في دائرة المشقة والعزلة والقلق، وأصبحنَ يكافحنَ من أجل البقاء والعيش في ظل حرب قاتلة.

وتعيش المرأة السورية بين مطرقة تدهور الظروف المحيطة بها وسندان الانخراط بأعباء العمل الشاق؛ في سبيل تربية أطفالها وتأمين لقمة العيش.