الطريق
نشر وزير الدفاع في الحكومة السورية العميد الطيار حسن الحمادة كلمة في الذكرى الحادية عشرة لانطلاقة الثورة السورية.
وبدوره ينشرها "الطريق" كما هي:
عام آخر من عمر ثورتنا ينقضي وسط تضحيات مستمرّة يقدمها أبناء شعبنا البطل، تضحيات لم تزده إلا مزيداً من الصلابة في عزيمته وإصراراً على مواصلة طريق التحرير بالرغم من كلّ الجراحات التي عانى منها منذ أحد عشر عاماً.
مع بداية هذه الثورة المباركة صدحت حناجر أبناء شعبنا عبر مظاهرات سلمية مدنية راقية أبهرت العالم بعفويتها وسلميتها وشعاراتها المطالبة بالحرية والخلاص من المنظومة الإجرامية المستبدّة الجاثمة على صدور شعبنا والسالبة لحقوقهم وحرّياتهم ولقرار الوطن ومصيره طيلة أكثر من أربعة عقود.
ومنذ ذلك اليوم وحتى اللحظة وجد الشعب السوري نفسه مضطراً لمواجهة حرب أعلنها عليه نظام الأسد وميليشياته. وقد كان صمود شعبنا أسطورياً أمام آلة القتل العسكرية بأصنافها كلّها، فانتصر وتصدّى للحشود البربرية بما تضمّ من مليشيات طائفية عابرة للحدود وأخرى انفصالية ساندت النظام في حربه ضدّ أبناء شعبنا الصامد الذي وقف شامخاً أمام أعتى آلات العدوان الروسي العسكرية المتطورة جواً وبراً وبحراً. وها هو حتى اللحظة يعاني الويلات جراء القصف والقتل والتهجير وصعوبات الحياة في داخل الوطن ودول الشتات دون أن يرفع راية الاستسلام التي ينتظرها الأعداء أو يعلن التراجع عن ثورته وأهدافه في الحرية والكرامة.
في الذكرى الحادية عشرة لثورتنا المباركة نجدّد العهد لأبناء شعبنا الحرّ الأبيّ، مؤكّدين على المضيّ قُدماً في طريق ثورتنا حتى تحقيق أهدافها المشروعة في استعادة الحقوق السليبة، قابضين على زناد بنادقنا حتى إسقاط طغامة الإجرام وأذرعه الإرهابية المتمثّلة بالميليشيات الطائفية والانفصالية المجرمة للوصول مع أبناء شعبنا إلى دولة يسودها العدل ويحكمها القانون.
كما أنّنا نستذكر في هذا اليوم دماء شهدائنا الأبطال التي روت هذه الأرض وآهاتِ المعتقلين وعذاباتهم ومعاناة الجرحى والمهجَّرين في العراء الذين يكابدون قسوة الحياة وشظف العيش.
إنّنا اليوم إذ نحتفل بالذكرى الحادية عشرة لانطلاقة ثورة الكرامة، فإنّنا نطالب المجتمع الدولي بتقديم المجرم بشار الأسد وكل من تلطّخت أياديهم بدماء السوريين الأبرياء من الميليشيات المساندة له إلى محاكم العدالة، لينالوا جزاءهم العادل على ما ارتكبوه مِن جرائم حرب وإبادة في سورية على مدار السنوات الماضية.
وفي الختام أتوجّه بالشكر لجيشنا الوطني السوري البطل، بكلّ مكوّناته وتشكيلاته، الجيش الذي أبى إلا الوقوف إلى جانب شعبنا المظلوم، فأخذ على عاتقه حماية أهله، وبدأ بتنظيم نفسه، ليكون قدوةً يُرْخص الروح ويقدّم الشهداء في سبيل الغاية النبيلة التي نذر نفسه لها.