الطريق
وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، والتابعة للأمم المتحدة باولو بينيرو، إنه في حين أن أجزاء من سوريا لم تعد خاضعة للقتال النشط، فلا تخطئ في استمرار العنف ضد المدنيين في جميع أنحاء البلاد، من القصف في الشمال الغربي والشمال والشمال الشرقي، إلى عمليات القتل المستهدف والاحتجاز غير القانوني والتعذيب.
وأوضحت اللجنة في تقريرها الثامن بناء على تحقيقات أجرتها في الفترة بين 1 تموز/يوليو و31 كانون الأول/ ديسمبر 2021، تناولت فيه انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد.
وجاء في التقرير بأن السوريين يعانون من فقر مدقع يلحق بهم في كل مكان، وخاصة النازحين داخلياً، مشيراً إلى أن هذه هي الهاوية التي يواجهها الشعب السوري المحاصر بين الأطراف المتحاربة، وفي كل مكان يتعرض للقمع والاستغلال من قبل الجهات المسلحة.
وأضاف أنه خارج الخطوط الأمامية النشطة، أصبحت الحياة اليومية للنساء والرجال والأطفال السوريين أكثر صعوبة وخطورة من أي وقت مضى، حيث يعاني 12 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاج 14.6 مليون شخص غير مسبوق إلى المساعدة الإنسانية.
وأشار إلى أن انتهاكات الكسب النقدي تؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي اليائس على نحو متزايد، بما في ذلك أخذ الرهائن طلباً للفدية، والابتزاز، ومصادرة الممتلكات لمصادرتها أو حصادها وبيعها، وهذه الانتهاكات ترتكب في جميع أنحاء البلاد من قبل قوات النظام والجهات المسلحة الأخرى التي تسيطر على الأراضي، وغالباً ما تستهدف الأقليات.
وتابع: "سوريا اليوم تواجه أسوأ موجة جفاف شهدتها منذ عقود، ويستمر التضخم، الذي يقترب من 140 بالمئة مع بداية هذا العام، بالخروج عن نطاق السيطرة عندما كانت أسعار السلع الأساسية ترتفع بالفعل، كما أن اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى زيادة ضغط الأسعار، ومن المرجح أن يدفع مزيداً من السوريين إلى هوة الفقر.
ولافت إلى أن الفترة المشمولة في التغطية شهدت قصفاً متزايداً في شمال غربي سوريا، ومناوشات بين الجيش الوطني السوري ومليشيات "قسد" في الشمال الشرقي.
كما تعرضت مناطق سكنية في إدلب وغربي حلب في الشمال الغربي، للقصف العشوائي من الأرض من قبل قوات الأسد، ووثق التقرير مقتل عروس في حفل زفافها مع أربع شقيقات صغيرات، كما تم استهداف مخيم للنازحين للأرامل وأطفالهن بشكل متعمد، وتم قصف الأطفال وهم في طريقهم إلى المدرسة، من بين العديد من الحوادث التي حققنا فيها.
وبحسب التقرير فقد تعرض المدنيين للهجوم بأسلحة دقيقة التوجيه، وضربات جوية، بما فيها ضربات تم تحديد طائرات روسية ثابتة الجناحين تحلق فوق مناطق مستهدفة.
وفي وقت سابق، أعربت اللجنة عن قلقها إزاء تقارير تحدثت عن إخفاقات منهجية في التحقيقات بجرائم حرب محتملة وغيرها من الحوادث، التي سببت أضراراً للمدنيين في سوريا بين عامي 2018 و2019 من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.