الطريق
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده أخطرت جميع الدول بألا ترسل سفنها الحربية من أجل عبور المضائق التركية.
وأوضح أن اتفاقية مونترو تمنح تركيا صلاحية مطلقة في إغلاق المضائق إذا كانت طرفاً في الحرب.
وتمنح الاتفاقية مونترو تركيا سيطرة معينة على مرور السفن الحربية من مضيق الدردنيل والبوسفور التي تربط بحر إيجة ومرمرة والبحر الأسود.
ويمكن للسفن الحربية في وقت السلم العبور من المضيق عن طريق إخطار دبلوماسي مسبق مع وجود قيود معينة على وزن السفن والأسلحة التي تحملها، واعتماداً على ما إذا كانت السفينة تنتمي إلى إحدى دول البحر الأسود أم لا. وفي أوقات الحرب، يمكن لتركيا أن تمنع مرور السفن الحربية للأطراف المتحاربة من العبور.
كما يمكن لتركيا إذا كانت طرفاً في الحرب أو تعتبر نفسها مهددة بخطر وشيك، إغلاق المضيق أمام مرور السفن الحربية.
وبذلك يمكن لتركيا أن تحد من عبور السفن الحربية الروسية من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأسود عبر مضايقها بموجب الاتفاقية، وتقع كل من روسيا وأوكرانيا على البحر الأسود، إلى جانب رومانيا وأعضاء الناتو بلغاريا وجورجيا.
وتتضمن الاتفاقية بنداً يسمح للسفن الحربية للدول المتحاربة العبور إذا كانت عائدة إلى قاعدتها الأصلية.
وأوضح جاويش أوغلو أنه إذا كانت سفينة الدولة المحاربة عائدة إلى مينائها، فسيكون هناك استثناء. سننفذ جميع أحكام اتفاقية مونترو بشفافية، مشيراً إلى أنه لا ينبغي إساءة استخدام الاستثناء.
وأوضح مصطفى أيدين، رئيس مركز أبحاث مجلس العلاقات الدولية التركي، أن هذه الخطوة ستكون رمزية فقط، موضحاً أن روسيا تمتلك قوة نيران كافية في البحر الأسود تجعل من غير المنطقي أن تتدخل دول الناتو"، وأن روسيا لديها سيادة كاملة على المياه.
وأكد سيرهات جوفينك، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس بإسطنبول، أنه إذا طال أمد الحرب، فقد تشعر موسكو بالحرارة، لأن روسيا أكملت بالفعل حشدها البحري في البحر الأسود من خلال نقل الوحدات من بحر البلطيق قبل بدء الأعمال العدائية.
وأوضح جوفينك أنه لدى روسيا على الأرجح موارد كافية للحفاظ على قوتها البحرية في البحر الأسود لنحو شهرين إلى 3 أشهر، إلا أنه في حال استمر الصراع، فستكون قصة مختلفة.
ويرى جوفينك أنه لم يكن يتوقع أن تتخذ تركيا قرارها سريعاً، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دفع تركيا إلى هذا الوضع بتوجيه الشكر إليها مبكراً على دعمها، عبر حسابه على "تويتر".
وأضاف أنه من مصلحة أنقرة أن تفعل ذلك لأن الاتفاقية تدعم تركيا في أوقات الحرب، وأي استثناء لإرضاء روسيا يمكن أن يعرض مصداقية الاتفاقية للخطر على المدى الطويل.
حيث إن الولايات المتحدة مهتمة للغاية بفكرة حرية الملاحة غير المقيدة عبر المضائق التركية، كما هو الحال مع الممرات المائية الأخرى مثل قناة السويس وبنما.
ويقول جوفينك: إن الانحراف عن الاتفاقية من شأنه أن يعطي الولايات المتحدة سبباً مشروعاً للتشكيك في مكانة تركيا كحارس لمونترو.
تمتلك تركيا حدوداً بحرية مع كل من أوكرانيا وروسيا على البحر الأسود وتعتبر كلا البلدين صديقين. تعتمد أنقرة على روسيا في السياحة والغاز الطبيعي، لكن لديها أيضاً علاقات اقتصادية ودفاعية وثيقة مع أوكرانيا. وعلى الرغم من الاعتراضات الروسية، فقد باعت طائرات بدون طيار إلى أوكرانيا.
وبحسب جوفينك فإن روسيا تعرف تعقيدات السياسة والقانون وكانت مستعدة لمثل هذا الاحتمال، وأنه ربما موسكو لم تتوقع أن تتصرف أنقرة بشأن الاتفاقية عاجلاً.
وأوضح أنه يمكن لتركيا أن تروج لهذه الخطوة على أنها مجرد احترام لالتزام بموجب القانون الدولي، لكن هذه الخطوة قد تكون مؤشراً على الاتجاه الذي قد تتجه إليه تركيا إذا استمر الصراع، في حال قررت تركيا الانضمام أكثر إلى حلفائها التقليديين في الناتو والاتحاد الأوروبي، والابتعاد قليلاً عن روسيا.