اقتصاد

ارتفاع سعر السكر وتقلصه من أسواق إدلب بشكل مفاجئ... ما السبب؟

السبت, 26 فبراير - 2022
تعتمد المناطق المحررة على استيراد المواد (مراسل الطريق)
تعتمد المناطق المحررة على استيراد المواد (مراسل الطريق)
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

خاص-الطريق 


يقول خلدون العبدالله أحد تجار المواد الغذائية في مدينة سرمدا شمالي إدلب لـ "الطريق"، إن مستودعات التجار الموردين لمادة السكر إلى محافظة إدلب عبر معبر الهوى الحدودي مع تركيا، شهدت انخفاضاً كبيراً في مخزونها الشهري منذ مطلع العام الحالي، ما أجبرهم على تخفيض الكميات التي توزع على المراكز ريثما تتوفر المادة مجدداً وإعادة المخزون الذي تحتاجه المنطقة إلى ما كان عليه.

وتعاني المحال التجارية المنتشرة في أسواق مدن وبلدات إدلب منذ مطلع شهر شباط /فبراير الجاري، شحاً في مادة السكر، الأمر الذي خلق فوضى في المنطقة جراء زيادة الطلب على المادة من قبل السكان، وسط تفاوت وتلاعب بالأسعار بين محل وآخر. 

وأوضح العبدالله أن سعر الطن الواحد داخل مستودعات الموردين هو 750 دولار أمريكي ما يعادل 37.5 دولار للكيس الواحد، ما يعني 10.36 ليرة تركية ثمن الكغ الواحد، بينما يقف يباع للمستهلكين بما لا يقل عن 12.5 ليرة تركية، بسبب استغلال الأزمة الحاضرة من قبل بعض الباعة. 

وللوقوف على أسباب انخفاض مخزون مادة السكر وفقدانها من المنطقة، قال عضو بالمكتب الإعلامي في معبر باب الهوى، إن قلة المادة هي أزمة عالمية سببها فيروس كورونا وليست مرتبطة بالشمال السوري، وجراء الأزمة الحاصلة لم تعد تركيا تسمح للتجار بتوريد كميات مفتوحة كالسابق منذ دخول العام الجديد الذي شهد احتكار للمادة، بسبب قلة الإنتاج في الشهرين الأخيرين من العام الفائت.

وأشار المصدر إلى أن انقطاع مادة السكر وعدم دخولها إلى إدلب لـ قرابة الشهر، سبب عجز في المنطقة ويتم الآن تداركه بعد توفر المادة بكميات جيدة في تركيا، لافتاً إلى أن الموردين أدخلوا ما يقارب 500 طن في الأيام العشرة الأخيرة، كما سيدخل ضعف هذه الكميات خلال الأيام القليلة القادمة كي تسد حاجة السوق. 

أما محمد الحلبي وهو مالك محل تجاري لبيع المواد الغذائية في مدينة سلقين، فقد حمل المسؤولية الكاملة إلى حكومة الإنقاذ الجناح المدني لهيئة تحرير الشام، بسبب زيادة نسبة الضرائب على البضائع المستوردة عبر معبر الهوى؛ ما أدى لارتفاع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية بشكل غير مسبوق في أسواق إدلب، وأوضح الحلبي أن سعر طن السكر في مراكز سرمدا هو 750 دولار أمريكي لكن لا يسمح للبائع الحصول سوى على ثلاثة أكياس أو أربعة، وذلك بعد الانتظار لساعات طويلة، وهذا ما يدفع البائع إضافة مرابح حيال ذلك وتحسباً لارتفاع جديد في أسعار الجملة.

ولفت الحلبي إلى أن الطن الواحد من السكر ارتفع بمعدل 225 دولار منذ مطلع العام الجاري، كما لم يعد متوفر كالسابق وهذا لم نشاهده حصل في تركيا أو غيرها من الدول.

وتعتمد المناطق المحررة شمال غربي سوريا على استيراد المواد الغذائية وغير الغذائية والمحروقات وغيرها من المستلزمات عبر تركيا عن طريق المعابر التي تربط محافظة إدلب بالأراضي التركية وذلك ما يؤدي لتغير الأسعار بشكل شبه دائم لارتباطها وتأثرها عالمياً.