الطريق
أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام، عن مقتل زعيم تنظيم الدولة عبدالله قرداش "أبي إبراهيم القرشي"، بعد عملية إنزال جوي في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي.
مقتل قرداش الذي لم يعقب عليه تنظيم الدولة بعد، أعاد إلى الأذهان عملية اغتيال زعيم التنظيم السابق "أبي بكر البغدادي"، الذي اغتيل في بلدة باريشا في منطقة حارم بريف إدلب أيضا، في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
حينها وبعد نحو خمسة أيام فقط، أعلن الناطق السابق باسم التنظيم "أبو الحسن المهاجر"، أن قيادة التنظيم اختارت "أبا إبراهيم القرشي" خلفا للبغدادي.
وبرغم أن "القرشي" استمر في قيادة التنظيم نحو عامين وثلاثة أشهر، فإن تنظيم الدولة فضل عدم الكشف عن هويته، وهو ما فتح تساؤلات واسعة من قبل محللين حول الهدف من هذا القرار.
"أزمة القريشي"
في 29 حزيران/ يونيو 2014، أعلن تنظيم الدولة أن "أبا بكر البغدادي" أصبح خليفة للمسلمين، ولم يفت التنظيم أن من شروط الخلافة أن يكون الشخص من نسل النبي محمد عليه الصلاة والسلام، أي عربيا قرشيا.
ونشر التنظيم نسب "أبي بكر البغدادي"، قائلا إن اسمه إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري انتهاء إلى كامل نسله عند علي بن أبي طالب، وزوجته فاطمة بنت محمد رضي الله عنهما.
وبحسب الصحفي العراقي والخبير في شؤون التنظيمات الجهادية رائد الحامد، فإنه مع وجوب توافر الأهلية الدينية والاجتماعية والصحية وما إلى ذلك، فإن التزام التنظيم بشرط نسب الخليفة، جعل مهمته بالغة في التعقيد.
وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أن التنظيم لضرورات معينة أجمع في 2019 على تعيين "حجي عبد الله قرداش" ومنحه لقب "الهاشمي القريشي" على الرغم من عدم وجود إجماع على أصوله العربية، إذ يُعتقد أنه من القومية التركمانية.
ويرى الحامد أن التنظيم قد يذهب إلى سيناريو مغاير لما بعد مقتل البغدادي، وهو تجاهل إعلان اغتيال قرداش، مقابل اختيار خليفة له بشكل داخلي، في إشارة إلى احتمالية بقاء مسمى "أبي إبراهيم الهاشمي".
المرشحون المحتملون
رأى رائد الحامد أن التنظيم يفضل اختيار أمير جديد له من بين قياداته التي أسست "دولة العراق الإسلامية" في تشرين الأول/ أكتوبر 2006، واستدرك بأنه "قد لا يكون من بين مؤسسيها أي شخصية لا تزال على قيد الحياة باستثناء حجي تيسير الذي هو "معتز نومان عبد نايف نجم الجبوري".
وقال الحامد إن الجبوري أو "حجي تيسير" شغل منصب مسؤول التصنيع (وزير التصنيع) في التنظيم منذ 2014، قبل تعيينه المسؤول العسكري الأول في التنظيم، عام 2018، ثم تعيينه واليا على العراق قبل إعلان مقتله في أيار/ مايو 2020، وفق رواية الحكومة العراقية التي لم يؤكدها التنظيم، كما أن الولايات المتحدة لم تعلق على بيان الحكومة العراقية ما يعطي بعض الشك باحتمالات عدم مقتله.
ومن بين الأسماء التي يمكن أن تخلف قرداش بحسب الحامد، المشرف على القضاء والهيئات الشرعية، بشار خطاب الصميدعي، الملقب بـ"حجي زيد".
وذكر الحامد أن المصيدعي "مؤهل شرعيا بحكم منصبه، كما أن عشيرة الصميدع هي من العشائر العربية التي يصل نسبها إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما يزيل الكثير من العقبات أمام اختيار أمير جديد للتنظيم دون المزيد من الجدل في أوساطه".
ونوه الحامد إلى أن غالبية قيادات الصفوف المتقدمة ينحدرون من مدينة تلعفر ذات الغالبية التركمانية والمعروفين اصطلاحا باسم "القرادشة" الذين قرّبهم أبو علي الأنباري، واسمه عبد الرحمن مصطفى القادولي، وهو من القومية التركمانية، وكان شغل منصب نائب أبي بكر البغدادي ورئيسا لمجلس الشورى قبل مقتله في 2016.
ولفت إلى أنه "قد لا يكون من بين "القرادشة" في هذه الأيام من هو خارج المعتقلات بعد اعتقال عبد الناصر قرداش في مايو 2020 والذي كان يشغل منصب رئيس اللجنة المفوضة، والمرشح الأقوى لخلافة حجي عبد الله قرداش".
اقرأ أيضا: إندبندنت: التحالف ليس لديه خطة شاملة لمحاربة "داعش"
اسم سوري لأول مرة
طُرح لأول مرة من بين الأسماء المرشحة لخلافة قرداش، قيادي في التنظيم سوري الجنسية.
وبحسب الحامد، فإن القيادي المعني هو فايز العكال النعيمي، الذي تقول عشيرته إنها تنحدر من نسل النبي محمد عليه السلام.
والنعيمي الملقب بـ"أبي سعد الشمالي"، أو "أبي سعد النعيمي"، ينحدر من تل أبيض شمال شرق سوريا، وشغل منصب والي الرقة عاما كاملا.
ونوه الحامد إلى أن اسم النعيمي ورد أنه تم اغتياله من قبل طيران التحالف في حزيران/ يونيو 2020، بيد أن ذلك لم يتم تأكيده.
بدوره، قال المرشح الأبرز السابق لخلافة البغدادي، عبد الناصر قرداش، إن النعيمي بالفعل هو الوحيد المتبقي من القيادات العريقة في التنظيم.
وأوضح عبدالناصر قرداش خلال مقابلة من داخل السجن بثتها قناة "العربية"، أنه لا يعرف أي قيادي آخر من الممكن أن يكون مرشحا لزعامة التنظيم حاليا.
المصدر: موقع "عربي21"