الطريق
دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مليشيا "قسد"، المسيطرة على مناطق شمال شرقي سوريا، إلى ضمان المعاملة الإنسانية لجميع الرجال والصبية الذين تم إجلاؤهم واستعادتهم من سجن الصناعة، مشيرة إلى أن مئات الصبية القصّر هناك "محاصرون في مصير مجهول".
وطالبت المنظمة القوات الأمريكية والبريطانية في تقرير بـ"تقييم ما إذا كانت قسد قد امتثلت لقوانين الحرب في أثناء عمليات استعادة السجن، واتخذت الإجراءات الممكنة في أثناء عمليات البحث عن أعضاء داعش الفارين والمحتجزين".
وأكدت "هيومان رايتس ووتش"، أن السجن كان يضم نحو 4000 من الذكور المشتبه بانتمائهم إلى "تنظيم الدولة"، ومن بينهم 700 فتى، مبينة أن الهجوم خلف أكثر من 500 قتيل.
وقالت المنظمة إنها تلقت معلومات من محتجزين أو أقارب لهم أو محاميهم، منذ العام 2019، تؤكد بأن "قسد" تسيء معاملة عناصر "تنظيم الدولة" المشتبه بهم المحتجزين، مشددة على "ضرورة أن تلتزم قسد وأعضاء التحالف بضمان المعاملة الإنسانية لجميع الذين استسلموا أو تم إجلاؤهم أو أعيد القبض عليهم، والسماح للمراقبين المستقلين بالوصول إلى المعتقلين".
واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن "إعادة السيطرة على السجن لا تحل الأزمة الدولية الناجمة عن الاحتجاز التعسفي وغير المحدود لهؤلاء الأجانب"، داعية جميع الدول التي لها معتقلون محتجزون في شمال شرقي سوريا لـ"إعادة مواطنيها، أو المساعدة في إعادتهم، لإعادة تأهيلهم ودمجهم، وعند الضرورة محاكمتهم".
وطالبت المنظمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وهيئات الأمم المتحدة والدول المشاركة في أزمة شمال شرقي سوريا بـ"إعادة توطين المحتجزين الآخرين، وإجراء الملاحقات القضائية في بلدان ثالثة إذا كانوا معرضين لخطر سوء المعاملة في بلدانهم الأصلية"، مشددة على أنه "يجب إطلاق سراح جميع المحتجزين على الفور إلى بر الأمان، ما لم يمثلوا أمام قضاة مستقلين، يمكنهم البت في شرعية وضرورية احتجازهم".
وختمت تقريرها بالتأكيد على أنه "بالرغم من أن التحالف الدولي أنفق ملايين الدولارات لتحسين الأوضاع الأمنية وغيرها في سجن الصناعة، إلا أن هذه الإجراءات لا تغير حقيقة أن الاحتجاز إلى أجل غير مسمى دون مراجعة قضائية غير قانونية"