الطريق
حث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون الأطراف السورية على إجراء مناقشات دبلوماسية جادة لبناء الثقة بين السوريين، محذراً من "استمرار التصعيد وتواصل معاناة السوريين من العنف"، مضيفاً أن "الحل العسكري لا يزال مجرد وهم".
وقال المبعوث بيدرسون الأربعاء خلال احاطة أمام مجلس الأمن الدولي حول مستجدات الأزمة السورية: "أدعو من جديد إلى إجراء مناقشات دبلوماسية جادة حول مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تؤثر في ديناميكيات الصراع وبناء بعض الثقة بين السوريين، وبينهم وبين أصحاب المصلحة الآخرين".
وأضاف: "سأواصل الانخراط مع الأطراف في محاولة للتوصل إلى فهم واضح وإنني مستعد لعقد جلسة سابعة للجنة الدستورية في جنيف بمجرد التوصل إلى تفاهمات كهذه".
وقال المبعوث الأممي إن "عمل اللجنة الدستورية حتى الآن لا يزال مخيباً للآمال..التحدي هو أن يكون بمقدورنا إحراز تقدم حقيقي يحدث تغييراً في حياة الشعب السوري".
وأوضح بيدرسون أنه سيطرح على جميع المتحاورين السؤال التالي: "هل يمكنكم تحديد ليس فقط ما تطلبونه ولكن أيضاً ما أنتم مستعدون إلى وضعه على الطاولة مقابل خطوات من الطرف الآخر؟". وقال: "يجب التأكد من أن الوفود لا تطرح نصوصاً دستورية فحسب بل على استعداد لمراجعتها في ضوء المناقشات لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة أو على الأقل سد هوة الفروقات في المواقف".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى عملية صياغة مثمرة وفقاً لولاية اللجنة..يجب أن تعمل اللجنة كما تحدد اختصاصاتها على وجه السرعة وباستمرار لتحقيق النتائج والتقدم المستمر".
وحذر المبعوث الأممي من "استمرار معاناة السوريين وتواصل العنف في بلادهم"، وقال إن "الشهر الماضي وحده شهد غارات جوية في إدلب أسفرت عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار في البنية التحتية المدنية، وقصفاً متبادلاً عبر الخطوط الأمامية واندلاع الأعمال العدائية في الشمال الشرقي وهجمات بعبوات ناسفة قتلت مدنيين في شمال سوريا".
وأضاف أن "غارات جوية منسوبة لإسرائيل ألحقت أضراراً في ميناء اللاذقية"، مشيراً إلى "استمرار العنف في الجنوب، وعدد متزايد من الحوادث الأمنية المتعلقة بتهريب المخدرات وهجمات داعش، بما في ذلك ضد المدنيين والجهات الفاعلة الإنسانية في الشمال الشرقي ووسط سوريا".
وذكّر بيدرسون أعضاء مجلس الأمن بازدياد مأساة الشعب السوري، وقال: "يحتاج 14 مليون سوري الآن إلى المساعدات الإنسانية..ولا يزال أكثر من 12 مليون سوري نازحين، يواجه العديد منهم الآن ظروف الشتاء القارسة وعشرات الآلاف محتجزون أو مختطفون أو مفقودون".
وأضاف: "شهدنا مؤخراً محاولة غير مسبوقة للفرار من أحد السجون من قبل آلاف المعتقلين المشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش في الحسكة.. ومازلنا قلقين للغاية بشأن سلامة المدنيين المحاصرين في هذا الوضع".
وأكد بيدرسون أنه "رغم استمرار العنف والمعاناة في سوريا أصبح واضحاً للغاية وجود مأزق استراتيجي حيث لا توجد أي جهة أو مجموعة من الفاعلين يمكنها تحديد مسار أو نتيجة هذا الصراع.. وأصبح جلياً أن الحل العسكري لا يزال مجرد وهم".
كما شدد مبعوث الأمم المتحدة في ختام إفادته على أهمية حصوله على دعم كامل من كل أعضاء مجلس الأمن (15 دولة).
وفي مؤتمر صحافي عقب الجلسة، قال بيدرسن: "آمل أن يكون ممكناً عقد الجولة السابعة بدعم من روسيا وإيران ودول أخرى"، مشيراً إلى "إمكانية عقد اجتماعات منتظمة وتكون هناك مناقشات جوهرية".
ولم تحقق 6 جولات من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية أي تقدم في كتابة دستور جديد للبلاد بسبب المواقف السلبية للنظام، وكانت آخر جولة في تشرين الأول/أكتوبر. وتتألف اللجنة الدستورية من 150 عضواً بواقع 50 ممثلاً لكل من النظام والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني، وتعمل على إعادة صياغة دستور سوريا.