ثقافة

السرد الروائي ورحلة اللجوء المؤلمة

الأربعاء, 23 يونيو - 2021
اختيار شخصية الأنثى/ اللاجئة لم يأت اعتباطياً
اختيار شخصية الأنثى/ اللاجئة لم يأت اعتباطياً

الطريق- إصدارات


صدرت عن دار موزاييك للدراسات والنشر في إسطنبول، رواية (ثلاثة لاجئين ونصف) للكاتب السوري بلال البرغوث.

العنوان

جاء العنوان "ثلاثة لاجئين ونصف" جملة اسمية مثيرة للانتباه، إذ سرعان ما يحاول المتلقي/ القارئ البحثَ عن المعنى المقصود بكلمة "نصف" 

فهل هناك نصف لاجئ؟

تتضح الإجابة من خلال التعرُّف إلى شخصية الشاب المصري، ذاك الـ "نصف لاجئ" الذي لم يستطع مغادرة مياه بلده الإقليمية، ثم أُعيد إلى شواطئِها عنوة. 

وعلى الرغم ممَّا تحمله كلمة "لاجئ" من مرارة إلا أنَّ ذلك الشاب الهارب من بلده لم يحظَ بالحصول على ذلك التوصيف، بل على نصفه ليبقى مبتور الأمل.

فصول الرواية

تتكون الرواية من أربعة فصول، كلُّ فصلٍ منها يتحدَّث عن قصة أحد اللاجئين:

اللاجئ/ اللاجئة الأولى: فتاة سورية اسمها سارة، تسلك طريق الهجرة، لكنَّها تضيع في غابات بلغاريا المليئة بالعصابات الخاطفة للاجئين.

اللاجئ الثاني: فتى من أفغانستان. 

اللاجئ الثالث: شاب من جنوب السودان، يواجه العذابات والمصاعب الشديدة بعد مروره بالأراضي الليبية.

أمَّا اللاجئ الرابع "النصف" فهو شاب مصري لم يحالفه الحظ في الخروج من مياه بلده الإقليمية.

الإهداء

أرسل الكاتب بلال البرغوث إهداءَه إلى " اللاجئين والمهاجرين عبر بحار هذا العالم ويابسته..وإلى أرواح الذين لم يكملوا الطريق التي ابتلعتهم في أوَّلها، إلى المكتظَّة بهم الخيمُ الباردة اللاجئة، إلى كلِّ هؤلاء كانت (ثلاثة لاجئين ونصف) ذاكرة تؤرِّخ للرحلة، وندبة باقية ماتزال" 

الأنثى اللاجئة

نستطيع أن نقول بكثير من اليقين: إنَّ اختيار شخصية الأنثى/ اللاجئة، السورية بشكل خاص، مقابل الشخصيات الذكورية في الرواية، لم يأتِ اعتباطياً أو بشكلٍ عفوي من الكاتب؛ وإنما لإظهار حجم الفاجعة والألم المضاعف والضياع المخيف المُشار إليه في سوريا/ الأنثى المستباحة.

رواية "ثلاثة لاجئين ونصف" لبلال البرغوث، استطاع الكاتب فيها من خلال لغته السردية متعددة المستويات أن يقدم لقرَّائه منجزاً أدبياً مؤرِّخاً لمأساة اللجوء في رحلة الهروب من الأنظمة البوليسية الطاردة لأبنائها الوائِدة لأحلامهم.