الطريق
اعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون أن أطراف النزاع في سوريا وقعوا في "مأزق استراتيجي" منذ 21 شهراً، مشيراً إلى أن "حل الأزمة السورية ليس بالضرورة بيد السوريين وحدهم"، ومؤكداً أنه لا وجود لحل عسكري في سوريا.
وقال بيدرسون خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، إن "جميع الأطراف تواجه مأزقاً استراتيجياً على الأرض استمر حتى الآن لمدة 21 شهراً.. من دون حدوث تغيرات في الخطوط الامامية"، مضيفاً "هذا يدل بوضوح على أن أياً من اللاعبين أو تحالفاتهم لا يستطيع حسم النزاع، وأن الحل العسكري يبقى وهمياً".
ولفت بيدرسن إلى اتصالاته مع الأطراف المحلية، كما دول المنطقة والمجتمع المدني، وعبّر عن أمله في أن تؤدي اجتماعات أستانة، التي انطلقت الثلاثاء في العاصمة الكازاخية نور سلطان، إلى تقدم على عدد من الأصعدة.
وأكد أنه يسعى لإعادة عقد اجتماع للجنة الدستورية السورية. وعبّر عن استعداده لعقد دورة سابعة لها في جنيف فور التوصل إلى تفاهمات مع الأطراف المختلفة، بما فيها المجتمع المدني.
وانتهت الجولة السادسة للجنة الدستورية السورية في تشرين الأول بحضور وفود النظام والمعارضة والمجتمع المدني، من دون التوصل إلى أي صيغة مشتركة بين الوفود.
وأكد بيدرسون "أهمية جهود التسوية الدبلوماسية للأزمة السورية"، وقال إنه عقد اجتماعات ثنائية في جنيف مع ممثلين عن الاتحاد الأوربي وتركيا وروسيا وقطر، وأكد نيته عقد اجتماعات إضافية مع عدد من الأطراف الإضافية في 2022. وعبر عن أمله بأن "نتمكن من البدء في تحديد خطوات تدريجية ومتبادلة وواقعية ودقيقة، ثم الاتفاق عليها".
وأضاف المبعوث الأممي أن "خطوات يمكن اتخاذها بالتوازي من أجل بناء الثقة والمساعدة في دفع العملية السياسية إلى الأمام بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254"، متابعاً أن "الصيغ والقنوات المختلفة للتشاور تستثني على الأقل أحد اللاعبين الأساسيين، السوري أو الدولي".
وأردف بيدرسون: "لكن إذا أردنا أن نرى تقدماً بشأن القضايا الأهم للسوريين والاستقرار الإقليمي، فإننا بحاجة لإدراج جميع من لهم مصلحة في جهد سياسي مشترك".
وذكر أن "حل النزاع في سوريا ليس بالضرورة بأيدي السوريين وحدهم، بل هو في أيدي الفاعلين الدوليين كذلك"، مشيراً إلى "ضرورة الاستفادة من كل فرصة لمعالجة الاحتياجات الإنسانية وتوسيع جهود التعافي المبكر".