اقتصاد

الفروج يتقلص في موائد السوريين بإدلب وبعض المربّين يعزفون عن تربيته

الثلاثاء, 14 ديسمبر - 2021
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

الطريق- أحمد عبدالرحمن


خلال الفترة القليلة الماضية، كانت لا تخلو ثلاجة المنزل من الفروج المخزن داخلها، لكنها أصبحت فارغة اليوم بعد الارتفاع الذي طرأ على سعره.

يقول الحاج عدنان، المهجّر من ريف حماة ومقيم بإدلب، لـ"الطريق" إنه يتابع نشرة أسعار الفروج في الأسواق بشكل شبه يومي، حيث كان يقوم بشرائه عند انخفاض ثمنه، ويعمل على تجميده في ثلاجة منزله للاستهلاك الأولي عندما يرتفع سعره.

وأوضح عدنان أن زيادة كبيرة طرأت على أسعار الدجاج الحي وقطعه المتنوعة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، الأمر الذي جعل مائدته تستهلك ما قام بتخزينه مسبقاً، بسبب عدم قدرته على شرائه في هذه المرحلة.

ومع بدء فقدان الليرة التركية قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، سجلت أسعار الفروج واللحوم ارتفاعات متتالية في أسواق المناطق المحررة، إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد (الحي) 19 عشر ليرة تركية، بعدما كان يباع بـ 10 ليرات منذ مدة قصيرة، كما وصل كيلو السفن والفخذ الخالي من العظام إلى 35 ليرة تركية، وسط ضعف القدرة الشرائية عند المواطنين.

*قلة طلب وجمود في الأسواق: 

يقول أنس الشامي، أحد أصحاب المحلات الصغيرة لبيع الفروج، أنه كان يقوم ببيع قرابة 75 كغ من الفروج والقطع المشتقة عنه يومياً، لكن تراجعت نسبة مبيعاته إلى أقل من نصف الكمية خلال الأيام الفائتة؛ بسبب الارتفاع الذي شمل كل ما تحويه الأسواق من لحوم ومواد غذائية وغيرها. وأشار الشامي إلى أن أسعار الفروج لم ترتفع على الدولار الأمريكي في المنشأ، بل انخفضت قليلاً، موضحاً أن الزيادة التي طرأت عليه سببها تدهور العملة التركية في وقت تتقاضى فيه اليد العاملة أجورها بالليرة، ما ساهم بفرض جمود على حركة الطلب.

*تكاليف باهظة وخسائر تلحق بالمُربين:

تواجه مهنة تربية الدواجن في محافظة إدلب أزمة تهدد استمرارها، في وقت يتعرض العاملون فيها لخسائر مالية متتالية، إثر التكاليف الباهظة التي يحتاجها فوج الفروج حتى نضجه، الأمر الذي دفع العديد من أصحاب المهنة إلى العزوف عنها.

ويقول مصطفى الثابت، عامل في تجارة وتربية الدجاج لـ"الطريق" إنه اضطر لإغلاق ثلاث مداجن من أصل خمس بعد الخسارات التي لحقت فيه جراء مبيع الفروج بأقل من تكلفته.

ويوضح الثابت، أن أسعار الصوص والأدوية والأعلاف ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأن الطير الواحد يحتاج تكاليف بمعدل 1.35 دولار أمريكي حتى يبلغ مرحلة التصريف، بينما يُباع الطن الواحد اليوم في أرض المدجنة بسعر 1300 دولار (يعني ما رَسْمل وفوقها خسارة).

وأضاف مصطفى أن هذا السعر كحد أعلى للمادة، وجاء بعد تدخل التجار لتحسين السوق، منوهاً أنّ ثمن الطن كان 1150 دولاراً قبل تدخلهم؛ وذلك بسبب قلة التصريف والطلب واكتفاء السوق المحلية.

حلول للحفاظ على الثروة الزراعية

يرى "خليل السيد خليل" وهو دكتور بيطري، أن إيقاف البعض عن مزاولة مهنتهم في تربية الدواجن له تداعيات كبيرة ستتسبب بخسائر كبيرة في الثروة الزراعية، إضافةً لتوقف عجلة الإنتاج وفقدان مصدر اقتصادي هام للمناطق المحررة، ويضيف أن خسائر ضخمة لحقت بالمُربين خلال الشهور الثلاثة الفائتة بسبب التكاليف وغلاء الأعلاف، إلى جانب فروق الأسعار الكبيرة التي تختلف بين ساعة وأُخرى.

وللحفاظ على هذه الثروة واستمراريتها، يوضح السيد خليل، يتوجب على التجار التدخل العاجل لمساعدة المُربين من خلال تخفيض مرابحهم التي يستحوذون عليها من جهة الشراء بالجملة والمبيع بالمفرق للأسواق والمستهلك، كما طالب إدارة المعابر التابعة لهيئة تحرير الشام بإلغاء جميع الضرائب التي تفرضها على الصوص والأدوية والأعلاف، وغيرها من المستلزمات التي يتم استيرادها إلى داخل محافظة إدلب عبر تركيا، والتي كانت سبباً بخساراتهم، لافتاً أن تخفيض سعر التكلفة يساهم في الحد من الخسائر وإيقافها.

ورغم الصعوبات والعوائق التي تواجه المربين، والتي كانت سبباً بإيقاف إنتاج بعض الدواجن، يستمر الكثير من أصحاب المهنة بالعمل؛ أملاً بأن تحقق لهم أرباحاً تعوضهم عن الخسائر الفائتة.