الشأن السوري

سياسي

هل نجحت "قسد" باستمالة النساء "العربيات" للعمل في مؤسساتها؟

الأحد, 13 يونيو - 2021
" قسد" حاولت استمالة النساء
" قسد" حاولت استمالة النساء
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

الطريق- راوية محمد


وجدت فاطمة، خريجة كلية الرياضيات، نفسها مضطرة للعمل في "هيئة التعليم" التابعة لما يسمى بـ"الإدارة الذاتية" التي شكلتها مليشيا "قسد"؛ بسبب عدم توفر فرص العمل، خارج نطاق سلطة الأمر الواقع.

ورغم المخاطر من استهداف خلايا "التنظيم"، والتحديات المجتمعية، تواظب فاطمة على عملها، تقول لـ"الطريق": " حسابات الخوف ما زالت حاضرة فقد تكرر مشهد التهديد مؤخراً، ووصل في بعض الأحيان للقتل" في إشارة منها إلى حادثة مقتل "سعدة الهرماس" رئيسة مجلس تل الشاير و"هند لطيف" مسؤولة الاقتصاد في المجلس ذاته، من قبل خلايا التنظيم، مطلع العام الحالي.

وفي امتداد لمضايقات خلايا التنظيم "أقدم ملثمون، قبل أيام، يُعتقد أنهم من تنظيم الدولة الإسلامية، في ريف الحسكة الجنوبي، على إيقاف حافلة تقل معلمات بحجة عدم ارتداء اللباس الشرعي المتمثل بالنقاب الكامل، وتوعدوا مالك الحافلة والمعلمات بالمحاسبة التي تصل للتصفية المباشرة في حال تكرار المخالفة مرة أخرى".

ومقابل استمرار فاطمة في العمل، فضلت نساء أخريات ممن يعملن مع "قسد" ترك العمل، تجنباً لمضايقات خلايا التنظيم، كما يؤكد الناشط الإعلامي صهيب اليعربي في حديثه لـ"الطريق".

ويوضح أن عدداً كبيراً من أهالي ريف الحسكة، رفضوا عمل النساء في مؤسسات مليشيا "قسد"، رغم الظروف الصعبة، مشيراً إلى طبيعة المجتمع القبلي والعادات والتقاليد السائدة التي ترفض هذا الموضوع رفضاً قاطعاً. 

وقال اليعربي، إن توظيف النساء شمل الفتيات المتعلمات اللواتي حصلنَ على التعليم الثانوي والجامعي، علماً أن نسبتهنَّ ضئيلة جداً في ريف الحسكة. 

وأضاف أن "قسد" منذ دخولها إلى المنطقة حاولت استمالة النساء إليها من خلال الندوات والفعاليات والزيارات التي تنظمها إلى المنازل، ومن خلال إقرار قانون إلغاء تعدد الزوجات، حيث نجحت بضم عدد من الفتيات، مستغلة الفقر والحالة المعيشية الصعبة التي يعانيها معظم الأهالي.

وفي السياق ذاته، قال ممثل "قبيلة البكارة" في الائتلاف الوطني، ومدير مكتب "نبع السلام" الشيخ عامر البشير، إن "قسد" اتبعت سياسات تماهت تماماً مع توجهها الإجرامي، معتبراً أن "من الطبيعي أن تسعى لإحداث أي تغير في المجتمع، واستهداف المرأة كان في رأس المخطط".

وقال البشير في حديث لـ"الطريق": لانفرق بين أطياف الشعب السوري كلهم أهلنا، فالمرأة كانت وما تزال تمثل الركن الأهم في المجتمع". مضيفاً "لا نقسم المجتمع إلى نصفين نصف للرجل ونصف للمرأة، بل المرأة كل المجتمع وكذلك الرجل، ولهذا بدأت المليشيا بهذا الركن الأساسي ظناً منها أنها إن نجحت باستمالة المرأة فسينهار المجتمع ثم يستجيب بكل خنوع لسياساتها الاستبدادية ذات النوايا الانفصالية".

وأكد الشيخ القبلي، أن "مليشيا قسد نفذت لهذا الغرض مخططات في سبيل نشر التسيب الاجتماعي في صفوف النساء تحت شعارات من قبيل تحرر المرأة وحقوق المرأة، للوصول إلى المجتمع الفاشل الذي يتناسب مع مخططها للاستيلاء على المنطقة الشرقية من سوريا".

وعن دوافع المرأة للعمل مع "قسد"، أشار إلى قبول عدد محدود من الفتيات، تحت الضغط والحاجة الاقتصادية، مؤكداً أن "عدد النساء العاملات مع "قسد" لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة"

ووفق البشير، لم يمثل انتساب المرأة مع المليشيا حالة عامة لسبب واضح، وهو أن المرأة في المنطقة الشرقية تنحدر من هوية ثقافية وطنية عريقة، وتمتلك جذراً قويا في مواجهة كل الاستهدافات ذات النوايا غير البريئة، وقال: "كل هذه المحاولات لضرب المجتمع السوري في المنطقة الشرقية باءت بالفشل؛ بفضل الوعي والحرص الوطني لدى المرأة السورية الأصيلة"، وفق تعبيره.