الطريق
حث رؤساء لجان العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، على بذل جهوده وكل ما بوسعه للضغط على روسيا والصين؛ لتمديد الإذن الممنوح للأمم المتّحدة لاستخدام معبر باب الهوى لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وأن يشمل إعادة فتح معبري باب السلام واليعربية.
جاء ذلك عبر رسالة من رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري، مايكل ماكول، ورئيس مجلس الإدارة عن الحزب الديمقراطي، غريغوري دبليو ميكس، والسيناتورين البارزين، الجمهوري جيم ريش، والديمقراطي بوب مينينديز.
وقالت الرسالة إنه "بدون الوصول عبر الحدود، يجب على وكالات الأمم المتحدة الاعتماد على عمليات التسليم عبر الخطوط الخطرة وغير الموثوقة، والتي يمكن لنظام الأسد أن يعرقلها في أي وقت".
وأشارت إلى أن "استعادة النطاق الكامل لعمليات المساعدة عبر الحدود أمر أساسي للتخفيف من المزيد من التدهور في هذه الكارثة الإنسانية، ويساعد في صد جهود الكرملين لتقويض قدرة مجلس الأمن الدولي على دعم السلام والأمن الدوليين".
ورفض الموقعون التطبيع مع نظام الأسد، وطالبوا الإدارة الأميركية بمضاعفة جهودها لمعارضته، وبالتنفيذ الصارم لقانون قيصر لحماية المدنيين، مؤكدين أنه "لا يمكن أن يكون هناك عمل كالمعتاد، بينما الأسد القاتل لا يزال في السلطة".
وطالبت الرسالة إدارة بايدن بالعمل مع شركاء ذوي الرأي نفسه؛ للضغط بشكل جماعي على روسيا والصين لئلّا يستخدم حق النقض لإنهاء الإذن بتسليم المساعدات عبر الحدود"، مؤكدين على أن ذلك يجب أن يكون "أولوية متضافرة للحكومة الأميركية بكاملها".
وأوضحوا أن أكثر من 13 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينما يعاني أكثر من 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، فضلاً عن تسبب جائحة "كورونا"، وسوء الإدارة الاقتصادية المزمن لنظام الأسد، بتفاقم الكارثة الإنسانية.
وقالوا: إنّ الحملة الروسية لإنهاء إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود جزء من جهد أكبر للحفاظ على وصول شرق البحر الأبيض المتوسط، وتشجيع المجتمع الدولي على إعادة تأهيل نظام الأسد، وفتح الباب أمام تمويل إعادة الإعمار الذي من شأنه أن يرسخ نظام الأسد في السلطة، ويؤمن لروسيا موطئ قدم استراتيجي في المنطقة.
واعتبرت الرسالة أنه "في ظل استمرار نظام الأسد والفظائع الروسية والإيرانية، يجب أن نعارض بشدة أي جهود لتطبيع جرائمهم ضد الشعب السوري، وعلى الولايات المتحدة الاستمرار في التأكيد على الانتقال السياسي ووقف إطلاق النار على النحو المطلوب وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، باعتباره المسار الشرعي للمضي قدماً في العملية السياسية والانتقال إلى الديمقراطية في سوريا".
وكان السفير الأميركي في الأمم المتحدة جيفري بريسكوت، كشف أن الولايات المتحدة تعمل على فتح معابر إضافية أمام إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، وليس فقط تمديد آلية إدخالها من معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا.
ولفت إلى إعلان بلاده عن تقديم 240 مليون دولار، ليصل حجم المساعدات التي تعهدت بها الولايات المتحدة إلى نحو نصف مليار دولار، ليس فقط لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين عبر المعابر الحدودية وإنما لمساعدة الدول المضيفة.
وفي أيار الماضي، دعا منسق مساعدات الأمم المتحدة، مارك لوكوك، مجلس الأمن، إلى عدم قطع شريان الحياة للمساعدات التي تمر عبر الحدود لحوالي ثلاثة ملايين سوري في شمالي سوريا.
ومن المرجح أن تعارض روسيا قرار تمديد إدخال المساعدات عبر معبر "باب الهوى"، وذلك عند التصويت عليه في مجلس الأمن، الشهر المقبل.