الطريق
أكدت وزارة الأوقاف التابعة للنظام أن ما جاء على لسان بدر الدين حسون يعد تحريفا واضحاً لآيات القرآن.
جاء ذلك على خلفية تفسير سورة التين من قبل مفتي النظام بدر الدين حسون خلال كلمته في تأبين الفنان صباح فخري، حيث زعم أن خريطة سوريا مذكورة في سورة التين، وأن الإنسان الذي يُخلق فيها يكون في أحسن تقويم، فإن تركها رددناه أسفل سافلين، في إشارة للاجئين السوريين.
وقالت الوزارة في بيان صادر عن المجلس العلمي الفقهي، إن هذا التفسير مغلوط، محذرة من الذين يفسرون القرآن بقولها: إنّ "الله سبحانه وتعالى تكفّل بحفظ القرآن الكريم، وائتمن العلماء الراسخين في العلم على تفسيره، وحذر سبحانه من خلط التفسير بالأهواء والمصالح البشرية، فقال جلَ شأنه:(يحرفون الكلم عن مواضعه)، أي: على حسب أهوائهم ومصالحهم.
وأوضحت أن ما قاله المفتي حسون هو كلام لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم، كما أنه إقحام للدِّين في إطار إقليمي ضيق، ولذلك أكّد علماء الأمة الأثبات عبر أجيالها على المنهج العلمي في التفسير الذي يعتمد أصولاً دقيقة كتفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة، والتفسير على وفق قواعد اللغة العربية: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً) ووفق قواعد التفسير التي يعرفها أهل الاختصاص.
ودعت الوزارة إلى عدم الانجرار وراء التفسيرات الشخصية الغريبة التي لا تسعفها لغةٌ، ولا يقرُّها منطق أو برهان، والتي تخرق إجماع الأمة وبأن منهج التفسير بالأغراض الشخصية أدى إلى ظهور التطرف في تفسيره من جهة أخرى، لأن منهج المتطرفين والتكفيريين إنما يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية.
ولفتت الوزارة إلى أن البيان جاء استجابةً للتساؤلات الكثيرة التي وردت إلى المجلس العلمي الفقهي حول ما تداولته بعض المواقع من تفسير مغلوط لسورة التين من القرآن الكريم، مشيرة إلى أن التفسير بالرأي المنهي عنه هو التفسير وفق الأهواء والأغراض وليس غلقاً لباب التفكر والتدبر في آيات الله.
ونوهت إلى أن المجلس العلمي الفقهي إذ يستشعر مسؤوليته تجاه تفسير القرآن الكريم تفسيراً صحيحاً، وعدم التلاعب بمعاني القرآن، يؤكد على ضرورة التمسك بالثوابت، وعدم الانجرار وراء التفسيرات الشخصية الغريبة التي لا تسعفها لغةٌ، ولا يقرُّها منطق أو برهان، والتي تخرق إجماع الأمة، وتكون سبباً في تفريق شملها وتساهم في شق صفّها ووحدة كلمتها.