ثقافة

"يوم الحساب" لحدّاد..السرد الروائي في مواجهة سردية النظام

الخميس, 3 يونيو - 2021
إذا كانت الحكايات السورية تتشابه فلأنَّ السوريين يعيشون مأساةً واحدة
إذا كانت الحكايات السورية تتشابه فلأنَّ السوريين يعيشون مأساةً واحدة

الطريق

لم يكن الأدب السوري (الثوري) المنحاز للضحايا، بعد عام ٢٠١١ ، على مستوى الفجيعة والكوارث التي أصابت المدن السورية بفعل النظام السوري الفاقد للشرعية، لكنَّ هذا لم يمنع من محاولة بعض الروائيين والشعراء والكتَّاب من استعادة توازنهم بعد الصدمة، ثمَّ الشروع في توثيق الألم السوري المتصاعد، الذي عجز كثير من الأدباء عن مجاراته أو الإحاطة به؛ لأنَّ "المأساة السورية كانت أكبر من اللغة" كما برَّر أحد الأدباء.

فواز حداد، الروائي السوري الأكثر شهرة بين الروائيين السوريين، آثر أن يصدر روايته (يوم الحساب) الصادرة عن دار رياض الريس للنشر، مستعرضاً فيها مآسي الشعب السوري بأدقِّ تفصيلاته، ضمن حبكة درامية مُتقَنة تتجاوز موضوع الرمز الفني الذي كان يختفي خلفه بعض الروائيين خوفاً من بطش السلطة الحاكمة.

وممَّا قاله فواز حداد عن رواية (يوم الحساب):

" رواية يوم الحساب كسابقاتها..هي رواية مضادة لسردية النظام.

الرواية تبشِّر بعقاب..إنَّها تحاسب النظام؛ بتعريته، فتذهب إلى الكواليس والدهاليز والأقبية السرية، وتكشف مايدَّعيه رجال النظام، وأساليب تفكيرهم وآليته.

وتطرح الرواية على الموالين حساباً عسيراً، هؤلاء الذين يماثلون النظام ولا يقلون عنه، هؤلاء الذين بلا ضمير وبلا روح.

وإذا كانت الحكايات السورية تتشابه فلأنَّ السوريين يعيشون مأساةً واحدة، لكنَّها متنوعة جدَّاً بحيث لا يمكن أن تتشابه في العمق، تدور حول الاعتقالات والمداهمات، إلى السجون، فالنزوح والتهجير، والتعذيب حتى الموت في أجهزة الأمن، عدا عن فقدان الآباء والأبناء والأصدقاء.

يعاني السوريون من جميع المآسي، اليوم في الداخل المعاناة تتركز في الغلاء وندرة المواد الضرورية للحياة كالخبز ، وهذا كله ينعكس في النتاج الأدبي والفني، ولا يستطيع الكاتب ولا الفنان تفاديه إلا إذا عمل على تزويره فبرَّأ القاتل وجرَّم القتيل، وهو ما تعمل عليه أجهزة النظام "

إنَّ رواية (يوم الحساب) "رواية عن توثيق الألم، تغوص في مجاهل النظام الشمولي، وتخترق خطوطه الخلفية..وهي رواية لا تنتظر التاريخ والمؤرخين، مضادة لسردية النظام، تكتب نفسها بنفسها..."

ويعتبر الروائي السوري فواز حداد، مواليد دمشق ١٩٤٧، من أبرز الروائيين على صعيد المشهد الأدبي في سوريا والوطن العربي، وله منجز روائي وصل إلى أربع عشرة رواية، تكلَّم فيها عن عذابات الإنسان السوري الذي انحاز إليه فواز حداد بكلِّ جرأة ووضوح والتزام أخلاقي ثقافي، بعد أن سمع منه هتافات الحرية والكرامة في مارس/آذار ٢٠١١.

صورة الكاتب