الطريق- عبد العزيز الخطيب
تشهد تجارة الأدوات المستعملة ازدهاراً في ظل غلاء الأدوات الجاهزة والارتفاع الكبير بأسعارها، ما دفع الأهالي في الشمال المحرر إلى بيع الأدوات على أرصفة الطرقات والمحلات المخصصة لبيع هذه الأدوات، لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار الأدوات الجديدة، لاسيما وبأن بعض هذه القطع المستعملة تتميز بجودة جيدة.
ودفع اضطرار الأهالي للنزوح عن بيوتهم لبيع في ظل عدم قدرتهم على نقلها من بلداتهم وقراهم إلى مناطق أخرى، ولتأمين جزء من متطلبات المعيشة والنزوح الذي أجبرهم على بيع ممتلكاتهم بأسعار منخفضة.
يوضح محمد في حديثه لـ"الطريق" وهو تاجر أدوات منزلي مستعملة، أن القصف المتجدد على مناطق الشمال المحرر، أجبر مئات العوائل للنزوح وبيع أدوات منزلهم بأسعار رخيصة.
ويقول عدي في حديثه لـ"الطريق" وهو مهجر من ريف حلب الغربي، أنه لم يكن يملك سيارة من أجل نقل أدوات منزله، وأجبر على بيعهم بأسعار رخيصة، وعاد مضطراً لشراء أغراض مستعملة حتى يجهز فرش منزله الذي انتقل إليه.
يوضح عدي أنه اشترى أفخم أنواع الأدوات وأجودها، ليضطر لبيعها نتيجة القصف والنزوح بأرخص ثمن.
ويعيش مئات الأهالي ظروف مادية صعبة وأوضاع إنسانية سيئة، في مخيمات الشمال، ما يجبرهم على شراء أدوات مستعملة حيث تكون أسعارها رخيصة ومناسبة له.
ويضيف عدي أنه قسم المبلغ المالي الذي هو بحوزته إلى قسمين، الأول اشترى به أدوات ومستلزمات منزله، والثاني قام بحفظه من أجل مصروف منزله وعائلته، مشيراً إلى تراجع الدخل والمستوى المعيشي له ولأسرته بعد تركه لأرضه، وهو مورد رزقه الوحيد بسبب القصف التي العنيف التي تعرضت له بلدته.