الطريق- وكالات
نجحت شركة "إس تي إم" STM التركية للتقنيات الدفاعية في تطوير أنظمة محلية لحماية السفن الحربية ضد المخاطر الكيميائية والبيولوجية والنووية، والتي تعرف باسم "التهديدات غير المرئية".
ويأتي هذا الإنجاز الجديد في إطار المساهمات التي تقدمها الشركة التركية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات الدفاعية التركية.
وتمتلك الشركة أنشطة تعاون وتبادل للتكنولوجيا وتطوير الأعمال في أكثر من 20 دولة، وتنتج لتركيا منصات فوق سطح البحر وغواصات، وتطرح حلولًا هندسية في التصميم والبناء وتحديث أساطيل الدول الصديقة والحليفة، كي تتمكن من أداء مهمات أكثر فاعلية.
ومن خلال التعاون مع شركة "ماكل" التركية للتقنيات الدفاعية MAKEL تمكنت STM من تطوير نظام للكشف والتشخيص ضد المخاطر الكيميائية والبيولوجية والنووية KBRN TT، الذي يستخدم على المنصات البحرية، لحماية السفن من التهديدات الكيميائية والبيولوجية والنووية.
وبمساهمة من القوات البحرية التركية، تم دمج النظام KBRN TT لأول مرة في طرادات من طراز "أدا" ADA، و"تي جي كي بورغاز آدا" TCG BURGAZADA، و"تي جي كي قينالي آدا" TCG KINALIADA التي جرى إنتاجها في إطار مشروع "ميلغم" MILGEM لإنتاج السفن الحربية بموارد محلية.
ويعمل النظام KBRN TT على أكثر من 10 منصات، بما في ذلك السفن الحربية التركية، ومشاريع السفن العسكرية الأجنبية.
يوفر ميزات فعّالة في الإنذار المبكر ويسمح باتخاذ الاحتياطات
تشكل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية التقليدية، تهديدا كبيرا بالنسبة للمنصات البحرية، وخاصة السفن الحربية.
بدوره، يتيح النظام المحلي الجديد للمنصات البحرية، إمكانية اكتشاف تلك التهديدات، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهتها.
ويتكون النظام من وحدة التحكم الرئيسية التي تتكون بدورها من 5 أجهزة مختلفة، وهي جهاز كشف العوامل البيولوجية، وجهاز أخذ العينات البيولوجية، ومستشعر الكشف الإشعاعي، وعوامل الحرب الكيميائية شبه المتنقلة، وجهاز كشف وتشخيص العوامل الصناعية السامة.
ويسمح النظام KBRN TT الذي يوفر تحذيرا سريعا وموثوقا، بشأن وجود تهديدات كيميائية وبيولوجية ونووية، لأفراد المنصات البحرية بما في ذلك السفن الحربية، باتخاذ الإجراءات الدفاعية اللازمة.
كما يوفر إنذارا مبكرا ضد التهديدات باستخدام أجهزة الاستشعار الحديثة، ويعمل على مدار الساعة طوال الأيام في جميع أنواع الظروف الجوية القاسية، كما يمتلك قدرات عالية على رصد المواد الكيميائية والبيولوجية المختلفة، بالإضافة إلى المواد الصناعية السامة.
ويحتوي النظام، الذي يتم من خلاله الكشف عن جميع التهديدات السائلة أو الصلبة أو الغازية، وأخذ عينات منها، على قدرات رصد عالية الجودة، مع قدرة على جمع وتسجيل البيانات بشكل مستمر، ومراقبة التهديدات المكتشفة، من خلال وحدة التحكم الرئيسية للنظام، ونظام التحكم والمراقبة المتكامل في النظام الأساسي للسفن والمنصات البحرية.
تطوير الكفاءات يؤتي ثماره
وقال المدير العام لشركة "إس تي إم" أوزغور غولاريوز، إن المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية تعتبر أحد أبرز التهديدات الرئيسية للمنصات البحرية، بما في ذلك السفن الحربية.
وأضاف غولاريوز للأناضول، أن شركته تواصل السير قدما نحو الأمام، من أجل المساهمة في اكتفاء تركيا الذاتي بمجال الصناعات الدفاعية.
وأوضح أن مشاريع السفن محلية الصنع "ميلغم"، قد وصلت إلى مرحلة مهمة، وتم تحقيق نجاحات يشار إليها بالبنان في قطاع التصدير، بالتزامن مع زيادة وتيرة إنتاج الأنظمة الدفاعية محلية الصنع.
وأشار إلى أن أنشطة إنتاج نظام KBRN TT بدأت عام 2014، من خلال توجيه الاحتياجات إلى الشركات ذات الكفاءة وتزويدها بالدعم الهندسي إذا لزم الأمر، بغرض تطوير أنظمة جديدة ومحلية لحماية المنصات البحرية من التهديدات غير المرئية.
وعن الاستخدام الحالي للنظام، قال غولاريوز إنه يجري حاليا استخدامه بالفعل من قبل القوات البحرية التركية، بعد دمجه في طرادات من طراز "أدا" و"تي جي كي بورغاز آدا" و"تي جي كي قينالي آدا"، التي جرى إنتاجها في إطار مشروع "ميلغم".
وأشار أيضا إلى أن النظام جرى دمجه بنجاح في سفينة الاختبار والتدريب "تي جي كي أفق" التي تم بناؤها تحت إشراف شركة (STM)، وأول فرقاطة وطنية تركية "تي جي كي إسطنبول".
النظام قابل للاستخدام في المجالات المدنية
وأكد غولاريوز على أهمية اكتشاف وتشخيص التهديدات التي تعترض المنصات البحرية في أقصر وقت، لحماية السفن والأفراد من مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وأوضح أن النظام يعتبر من الأنظمة المعقدة للغاية التي يتطلب إنتاجها وجود قدرات هندسية عالية، إضافة إلى الجمع بين المعرفة في مجالات التكنولوجيا والعلوم المختلفة.
وأشار إلى إمكانية استخدام النظام في المجالات المدنية، من أجل توفير حماية ذات جودة عالية من التهديدات غير المرئية.
وفي كل مشروع تنجزه شركة "إس تي إم"، تولي أهمية كبيرة للدعم التقني الفعال والتكلفة ونقل الخبرات، وتدخل في تعاونات دولية، من شأنها تحسين القدرة الدفاعية للبلدان.
وفي 2021، بدأت الشركة بناء طرادات للبحرية الأوكرانية، كجزء من التعاون الذي يشمل تبادل التكنولوجيا.
وقامت في ولاية كراتشي الباكستانية ببناء وتسليم سفينة الإمداد البحري الباكستانية PNS MOAWIN التي تعد أكبر مشروع لبناء السفن العسكرية في تركيا.
كما أنشأت مركز الدفاع السيبراني للقوات المسلحة التركية، وتقوم حاليا بتنفيذ مشروع أمن المعلومات لقسم الجرائم الإلكترونية التابع للمديرية العامة للأمن التركي.