الطريق
عزل مجلس النواب الأمريكي ليل الثلاثاء، رئيسه الجمهوري كيفن ماكارثي في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة تجسّد مدى الانقسامات الداخلية التي يعاني منها الحزب الجمهوري، حول الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يبدو أنه حقق انتصارا سياسيا مهماً.
وللمرة الأولى في تاريخه الممتدّ منذ 234 سنة، صوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدّد في الحزب الجمهوري تنصّ على اعتبار "منصب رئيس مجلس النواب شاغراً".
وصوّت ثمانية نواب جمهوريين إلى جانب الأقليّة الديمقراطية في مجلس النواب لصالح عزل رئيس المجلس الجمهوري. وسيكون النائب باتريك ماكهنري، وهو جمهوري مقرب من مكارثي، رئيساً بالنيابة حتى يتم انتخاب رئيس جديد.
وجرى التصويت بناء على مذكّرة قدّمها الاثنين، النائب عن فلوريدا مات غايتس الذي ينتمي إلى الجناح اليميني المتشدّد الموالي للرئيس السابق دونالد ترامب، لعزل رئيس مجلس النواب.
وأثار ماكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه نهاية الأسبوع، عندما تعاون مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجنّب إغلاق حكومي. ويشرّع عزل ماكارثي الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافته قبل عام من الانتخابات الرئاسية.
وفور صدور نتيجة التصويت، سارع عدد من النواب الجمهوريين للإحاطة بماكارثي الذي رسم ابتسامة على وجهه وتبادل وإياهم العناق والمصافحة.
وكانت قيادة الحزب الجمهوري قد حذّرت نواب الجناح المتشدّد من إغراق الحزب "في الفوضى"، لكن غايتس، الذي اشتكى مراراً من عدم احترام ماكارثي الاتفاقات المبرمة مع المحافظين، ردّ قائلاً إن "الفوضى هي رئيس مجلس النواب ماكارثي".
وأضاف بعد التصويت أن "سبب سقوط كيفن ماكارثي اليوم هو أنّه لا أحد يثق بكيفن ماكارثي". وتابع: "لقد قدّم كيفن ماكارثي وعوداً متناقضة متعددة، وعندما استحقّت جميعها، خسر".
وكان غايتس ضمن مجموعة تضم حوالي 20 نائباً، أجبروا مكارثي على المضي في 15 جولة تصويت في كانون الثاني/يناير، قبل انتخابه رئيساً للمجلس. وحصلوا خلال تلك المدة، على تنازلات بما في ذلك تغييرات في القواعد للسماح لأي عضو في مجلس النواب بالدعوة إلى التصويت لإقالة رئيس المجلس.