الطريق
على نحو مفاجئ، أعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر، مساء الإثنين، لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تاركاً للبرلمان التركي مهمة التصديق على القرار، ويأتي هذا التطور اللافت في ظل أنباء تتحدث عن موافقة مسؤولو الاتحاد الأوروبي على تسريع مفاوضات عضوية أنقرة، ومنحها بعض الامتيازات الاقتصادية.
وكانت تركيا قد أخرت لشهور مسعى السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بسبب ربط الأمر بقبول عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مطالبات لستوكهولم من أجل وقف الدعم عن منظمات تصنفها تركيا إرهابياً.
ويتطلب الانضمام إلى الناتو الحصول على موافقة جميع الدول الأعضاء في الحلف وعددها 30، من بينها تركيا.
وقال البيان الثلاثي لتركيا والسويد "الناتو"، إن أنقرة ستحيل بروتوكولات انضمام السويد للحلف إلى البرلمان، وإن ستوكهولم ستدعم جهود إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
ويتعين أن يصدق البرلمان التركي على بروتوكول انضمام السويد، لكن أردوغان تعهد الدفع باتجاه التصديق عليه.
جاء البيان عقب لقاء ضم أردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، مساء الإثنين، في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، حيث أشار البيان إلى أن اللقاء جاء في قمة الناتو.
وأشار البيان إلى أن تركيا والسويد عملتا بشكل وثيق معًا لمعالجة المخاوف الأمنية المشروعة لأنقرة منذ قمة الناتو الأخيرة، مضيفاً: "كجزء من هذه المرحلة، وفي إطار الخطوات الواردة في المذكرة الثلاثية المتفق عليها عام 2022، عدلت السويد دستورها، وغيّرت قوانينها، ووسعت بشكل كبير تعاونها في مكافحة الإرهاب ضد حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، واستأنفت تصدير الأسلحة إلى تركيا".
وشدد البيان على أن السويد لن تدعم تنظيمات "وحدات حماية الشعب" (واي بي جي" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" (واي دي) و"غولن"، مبينًا أن تركيا والسويد متفقتان على أن التعاون في مكافحة الإرهاب هو جهد طويل الأمد سيستمر إلى ما بعد انضمام السويد إلى الناتو.
من جهة أخرى، نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، عن مسؤول تركي قوله، إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي وافقوا على تسريع مفاوضات عضوية أنقرة في التكتل الأوروبي، وإن المفاوضات تشمل انضمام تركيا للاتحاد الجمركي والسماح لمواطنيها بالسفر من دون تأشيرة.