صحافة

المجتمع الدولي والمساعدات لسورية

الأحد, 9 يوليو - 2023
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

عبسي سميسم


ينتظر أن يصوّت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار تقدمت به كل من البرازيل وسويسرا، بشأن تمديد صلاحية تفويض إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى شمال غربي سورية عبر الحدود لمدة 12 شهراً إضافياً، فيما تنتهي صلاحية التفويض الذي تدخل من خلاله المساعدات الأممية عبر معبر وحيد، هو معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا والشمال السوري، غداً الاثنين.

ويسود تخوف من استخدام روسيا حق النقض "الفيتو" وتعطيل آلية إدخال المساعدات الأممية برمتها، وتحويل كل المساعدات إلى النظام وتمكينه من التحكم بإرسالها عبر خطوط التماس، بذريعة الحفاظ على سيادة النظام السوري ممثلاً لدولة عضو في الأمم المتحدة، وبالتالي حرمان نحو ستة ملايين نسمة في شمال غرب سورية من معظم تلك المساعدات.

وهذه ليست المرة الأولى التي يترقب فيها المجتمع الدولي برمته أن تتعطف روسيا وتسمح للأمم المتحدة بإدخال مساعدات إنسانية إلى شعب منكوب هي من تسبب في نكبته وتهجيره، فكل بضعة أشهر يقع المجتمع الدولي تحت رحمة الابتزاز الروسي له، بما يخص إدخال المساعدات الإنسانية، لدرجة تحوّلت فيها معظم النقاشات بين الدول المتدخلة في الشأن السوري إلى بحث إيجاد سبل لإيصال المساعدات للسوريين في الداخل، في الوقت الذي تغيب فيه الإرادة الدولية عن إيجاد حل سياسي جدي يساهم في إنهاء مأساة السوريين.

الدول التي تذعن للابتزاز الروسي في موضوع إدخال المساعدات الانسانية بدعوى سيادة النظام، لديها عشرات النقاط العسكرية ومئات القطع الحربية داخل الأراضي السورية من دون إذن النظام ورغماً عن سيادته. كما أن روسيا، التي تدافع عن سيادة النظام في موضوع المساعدات، هي من تنسق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بقصف مواقع حيوية للنظام، وبالتالي خرق سيادة النظام التي تدافع عنها.

الأمر الذي يبين أن موضوع إدخال المساعدات هو مجرد ابتزاز سياسي على حساب المنكوبين في شمال غرب سورية، ما يستوجب أن تقف الدول التي لا تزال تؤمن بحق هؤلاء المنكوبين بالمساعدات الأممية أن تجد حلاً بديلاً بعيداً عن الابتزاز الروسي ولا يخضع لحق النقض "الفيتو"، والعمل على زيادة وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية المقدمة بما يلبي الاحتياجات الأساسية والطارئة للمنكوبين، بدلاً من تقليصها المستمر، لأن منع المساعدات الأممية، التي تستجيب حالياً لأكثر من 65 في المئة من احتياجات سكان شمال غرب سورية، من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية يتحمل المجتمع الدولي نتيجة تبعاتها.


المصدر: العربي الجديد