الطريق
رحب الاتحاد الأوروبي بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء آلية جديدة لتوضيح مصير وأماكن المحتجزين والمختطفين والمفقودين في سوريا.
وقالت الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نبيلة مصرالي في بيان نشرته على حسابها الرسمي في "تويتر"، إن القرار يدعو الى تقديم الدعم وتلبية احتياجات الضحايا والناجين وأسر المفقودين وإيضاح مصيرهم.
وأضافت أن سوريا لديها أكبر عدد من المحتجزين والمختطفين والمفقودين في العالم بسبب الصراع الحالي، مشيرةً إلى أن الآلية الجديدة هي حتمية وإنسانية.
وأكدت مصرالي استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم الالية الجديدة فور الانتهاء من جميع الاستعدادات التي ستفرض القرار على ارض الواقع.
كما دعت الاتحاد إلى ضرورة إيجاد حل مستدام وموثوق للصراع السوري من خلال انتقال سياسي حقيقي وشامل بما يتلاءم مع قرار مجلس الامن التابع للأمم المتحدة 2254
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد وافقت مؤخراً على إنشاء مؤسسة مستقلة، تهدف إلى الكشف عن مصير آلاف المفقودين في سوريا، منذ اندلاع الثورة السورية وحتى الآن، في خطوة لتضييق الخناق على النظام، والتي اعتبرها الاخير أنها تدخل صارخ في شؤونه الداخلية.
ويقدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عدد السوريين المفقودين أو المختفين قسريا منذ عام 2011، بأكثر من مئة ألف سوري، لكن مؤسسات سورية اعتبرت أن الرقم أعلى من ذلك بكثير، ويصل إلى مئات الآلاف، لأن أطراف النزاع لا يكشفون أبداً هوية من تم إخفاءهم، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.
واستطاع القرار الذي أخذته الجمعية أن يحصد 83 صوتاً وافقه، في وقت رفضت 11 دولة ذلك القرار، وامتنعت 62 عن التصويت بينها دول عربية كثيرة، باستثناء قطر والكويت اللتين وافقتا عليه.
وجاء هذا القرار نظراً لاستمرار الصراع في سوريا منذ 12 عاماً، حيث لم يتم التقدم في ملف المفقودين بخطوات جدية، لذا قررت الدول الأعضاء أن تنشئ تحت رعاية الأمم المتحدة، المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في الجمهورية العربية السورية، لجلاء مصير ومكان جميع المفقودين، وفقاً لما حمله نص القرار.
ورغم إصدار القرار لم يتم التطرق إلى آليات عمل هذه المؤسسة، التي سيقوم الأمين العام للأمم المتحدة بتطوير "إطارها المرجعي" في غضون 80 يوماً، وذلك بالتعاون مع المفوض السامي لحقوق الإنسان.
ودعت الجمعية العامة، الدول وكافة أطراف النزاع في سوريا إلى التعاون الكامل مع المؤسسة الجديدة، في وقت ستضمن فيه المؤسسة مشاركة وتمثيل الضحايا والناجين وأسر المفقودين بشكل كامل، وتسترشد بنهج يركز على الضحايا.