الطريق
اعتبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، أنه "من الضروري أن تقترن التحركات الدبلوماسية الأخيرة بعمل حقيقي على الأرض لإنهاء الحرب في سوريا"، مشيراً إلى أن التحركات الأخيرة "يمكن أن توفر فرصة حقيقية للمضي قدماً".
وقال في إحاطة بمجلس الأمن الدولي بشأن التطورات السياسية والإنسانية الأخيرة، إن "مجموعة من المبادرات الدبلوماسية عملت على تسريع وتيرة إيجاد الحلول، بما في ذلك مواصلة الحوار المباشر مع النظام السوري، والمخاوف التي أثيرت حول القرار 2254، مثل وحدة الأراضي السورية والعمل نحو المصالحة الوطنية".
ولفت المبعوث الأممي إلى اجتماع موسكو الرباعي، واجتماع عمان، وقرار جامعة الدول العربية بشأن عودة النظام السوري لشغل مقعد سوريا في الجامعة، وقرار إنشاء اللجنة الوزارية العربية لمواصلة الحوار المباشر مع النظام السوري، ومشاركة بشار الأسد في القمة العربية بجدة.
وقال إن "الاهتمام المشترك بهذه المواضيع ونقاط المناقشات يمكن أن توفر فرصة حقيقية للمضي قدماً"، لكنه أشار إلى "تقدير مخاطر الوضع الراهن على كل من الشعب السوري والجهات الفاعلة الإقليمية وغيرها، الذين يريدون الحد من عدم الاستقرار".
وتابع بيدرسون أنه "إذا بدأت معالجة القضايا الجوهرية، حتى لو بشكل تدريجي، فإن هذه الديناميكية الجديدة يمكن أن تخلق زخماً تشتد الحاجة إليه"، مؤكداً استمرار مشاركته مع الأطراف السورية والأطراف العربية وضامني "مسار أستانا" والدول الغربية ومجلس الأمن.
وشدد على أنه "حتى الحد الأدنى من التقدم في تنفيذ القرار 2254، سيتطلب ثقة، وموارد العديد من اللاعبين المختلفين، والعمل الجاد".
وأكد المبعوث الأممي على ضرورة تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة 12 شهراً إضافياً، مشيراً إلى أن ذلك "أمر ضروري جداً بالنسبة للنازحين في سوريا".
وفي السياق، قال بيدرسون إن "الشعب السوري لا يزال يعاني على نطاق واسع"، مضيفاً أن "اللاجئين السوريين أعربوا في السابق عن رغبتهم في العودة، لكن في العام 2023، أبدى جزء صغير منهم الرغبة في العودة العام المقبل".
وأوضح أن "قلة سبل العيش والوضع الأمني الهش والمخاوف من الاعتقال التعسفي كانت من بين الأسباب الرئيسية وراء ذلك".
وشدد على أن "إجراءات بناء الثقة والعملية السياسية يجب أن تكون موضع تركيز، وإذا كان النظام السوري سيبدأ في معالجة مخاوف حماية اللاجئين بشكل أكثر منهجية من خلال العمل عن كثب مع الأمم المتحدة، وإذا كان المانحون سيساعدون ببذل المزيد من الجهد لمعالجة مخاوف السوريين بشأن سبل العيش، فيمكن أن يتغير الواقع على الأرض، مما يؤدي إلى خلق بيئة أكثر أماناً وهدوءاً في جميع أنحاء البلاد".
وحذّر من التقارير الأخيرة حول زيادة الفقر في سوريا، مشيراً إلى أن "الآثار التراكمية للحرب وتهريب المخدرات والحرب في أوكرانيا ودوافع أخرى، هي مخاوف حقيقية".
وأشار المبعوث الأممي إلى أنه "في الوقت الحالي، لا يزال العنف ضد المدنيين يتسبب في مقتل مدنيين، في وقت لم تكن الاحتياجات الإنسانية أعلى من أي وقت مضى"، مؤكداً على "الحاجة الملحة لإقرار وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني".