تبقى أربعة أيام على انتخابات حاسمة ومصيرية في تركيا، وسط تنافس حاد بين مرشحي الرئاسة الأربعة، وجولات يومية في الولايات التركية من أجل استقطاب الناخب التركي، فيما انتهت عملية التصويت في الممثليات التركية بالخارج بنسبة مشاركة هي الأعلى منذ عام 2011.
ويخوض الانتخابات الرئاسية، الرئيس رجب طيب أردوغان عن "تحالف الجمهور"، وكمال كليتشدار أوغلو عن "تحالف الأمة" ويدعمه "تحالف الحرية والعمل"، وسنان أوغان ويدعمه "تحالف أتا"، ومحرم إنجه زعيم حزب البلد.
وتشير التقديرات إلى أن الانتخابات الرئاسية قد تشهد تقاربا في نسبة الأصوات بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، وسط مساع لهما لإنهائها من الجولة الأولى، وتوقعات انتقالها إلى الجولة الثانية.
وإذا لم يحصل أي مرشح على نسبة 50 بالمئة من الأصوات +1، فستنتقل الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية بين المرشحين اللذين حصدا أكبر عدد من الاصوات في الجولة الأولى، ويتم انتخاب المرشح الذي يحصل على أغبية الأصوات الصحيحة رئيسا للبلاد.
أردوغان يزور 3 مقاطعات في يوم واحد
وبدأ أردوغان تجمعاته الانتخابية بعد تقديم القوائم البرلمانية إلى اللجنة العليا للانتخابات في 11 نيسان/ أبريل الماضي.
وبدء من ملاطية قام أردوغان بزيارة المقاطعات التي شهدت الزلزال في 6 شباط/ فبراير الماضي، مرات عدة، كما حضر في 30 مدينة كبرى في البلاد مهرجانات انتخابية وافتتاحية.
أردوغان الذي يزور في بعض الأحيان ثلاث مدن كبرى في يوم واحد خلال أسابيع الحملة الانتخابية، سيكون في أنقرة الخميس والجمعة في إسطنبول، في جولة أخيرة قبل بدء الصمت الانتخابي يوم السبت.
وتيرة متسارعة من كليتشدار أوغلو
وبدء من مدن آغري وفان في 2 أيار/ مايو الجاري، أجرى كليتشدار أوغلو تجمعات انتخابية في إزمير وسينوب وأوردو ونيغدا، ودينزلي ومارسين وموغلا وإسطنبول وكرشهير وكركالي وأنطاليا وأضنة وبولو ودوزجه وسكاريا.
كما شهدت بعض الأيام زيارة ثلاثة مدن بيوم واحد في جدول كليتشدار أوغلو الذي يعتزم زيارة آيدن وكوتهيا وسيواس وسامسون قبل الصمت الانتخابي، وستكون أنقرة من المحطات الأخيرة له يوم الجمعة المقبل.
وشارك رؤساء بلدية أنقرة وإسطنبول منصور يافاش وأكرم إمام أوغلو، في تجمعات انتخابية لصالح كليتشدار أوغلو تركزت في منطقتي وسط الأناضول والبحر الأسود.
ميرال أكشنار تزور 52 مقاطعة في 3 أسابيع
وتمكنت زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار حليفة كليتشدار أوغلو من زيارة 48 مقاطعة في ثلاثة أسابيع فقط.
وتجري أكشنار الأربعاء، جولة في جناق قلعة، وطرابزون، وغدا الخميس في دينزلي، والجمعة في يوزغات، لترتفع إجمالي الزيارات إلى 52.
يشار إلى أن أكشنار قامت خلال عامين فقط بجولات وزيارات في الـ81 ولاية تركية لمرتين.
دولت بهتشلي زار 34 مدينة
دولت بهتشلي زعيم الحركة القومية، وهو حليف أردوغان، بدأ الحملة الانتخابية لحزبه ودعمه للرئيس التركي في 4 أيلول/ سبتمبر الماضي، من مدينة سيواس، ومنذ ذلك اليوم قام بعقد تجمعات في 11 مدينة، وخلال فترة الحملة الانتخابية قام بزيارة 34 ولاية تركية.
جولات بالحافلات لمحرم إنجه وسنان أوغان
محرم إنجه أطلق شعار "أنا معارض بحافلة وتليفون" في إطار حملته الانتخابية التي شملت زيارة مناطق الزلزال في 6 شباط/ فبراير، وتمكن من إجراء جولات في بعض الولايات بالحافلة.
أما سنان أوغان مرشح "تحالف أتا"، فقد قام إجراء جولة بالحافلة، وفي بعض الأيام زيار أكثر من ولاية.
"اليسار الديمقراطي"
ركز حزب "اليسار الديمقراطي" الذي استخدمه حزب الشعوب الديمقراطي لدخول البرلمان بقوائمه، تجمعاته الانتخابية في 9 ولايات، وهي إسطنبول باطمان ومانيسا وسيرت وشيرناق وغازي عنتاب وبليكسير وتيكيرداغ وبورصة.
هل تزيد التجمعات المشاركة؟
وتزيد الحملات والتجمعات الانتخابية التي تسير بخطى متسارعة من المنافسين والاحزاب، من إقبال الناخبين، ولها تأثير فعال.
ويرى مراقبون، بأن التجمات لها تأثير ضئيل على صناديق الاقتراع، معللين ذلك بأن معظم الناخبين اتخذوا قرارهم بالفعل، وعلى عكس ذلك فإن هناك من يرى أن "الرسائل والصور التي يتم تقديمها في التجمعات لها تأثير كبير على الناخب لا سيما في هذه الانتخابات.
ورغم أن غالبية المشاركين يذهبون إلى التجمعات بقرار مسبق بشأن المرشح والحزب الذي سيصوتون له، إلا أن الأجواء فيها تسهم أيضا في اكتساب الناخبين المترددين وأولئك الذين ابتعدوا عن أحزاب أخرى.
أين سيصوت القادة يوم الأحد المقبل؟
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن الرئيس أردوغان سيدلي بصوته في إسطنبول، أما كليتشدار أوغلو في مدرسة الأرجنتين الابتدائية بالعاصمة أنقرة.
كما سيدلي محرم أنجه وسنان أوغان بأصواتهما في منطقة تشانكايا في ولاية أنقرة.
أما قادة الأحزاب دولت بهتشلي زعيم الحركة القومية في مدرسة "أنيت تبه" الإعدادية، وميرال أكشنار زعيمة حزب الجيد في ثانوية حاجي سبانجي في أسكودار بإسطنبول، أما أحمد داود أوغلو زعيم حزب المستقبل في مدرسة نجات سبانجي الابتدائية في منطقة أيوب سلطان بإسطنبول.
وبالنسبة لزعيم حزب "ديفا" علي باباجان فسيدلي بصوته في بمدرسة بنك إملاك الإعدادية في منطقة بيلكنت بأنقرة، أما مصطفى دستجي زعيم حزب الاتحاد الكبير في إسطنبول، وفاتح أربكان رئيس حزب الرفاه الجديد في ثانوية رضوان إيجه في منطقة تشانكايا في ولاية أنقرة، والرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي مدحت سنجار في ابتدائية آيتن شعبان ديري في المنطقة ذاتها.
وانتهى تصويت المغتربين الأتراك في دول الخارج أمس الثلاثاء، وسط مشاركة تعد الأعلى منذ عام 2011.
أدلى المواطنون الأتراك المقيمون في الخارج بأصواتهم في 151 ممثلية و16 مركزا في 73 دولة.
وارتفع عدد الناخبين المسجلين في السجل الانتخابي بالخارج من 3 ملايين و44 ألفا و837 في انتخابات 2018، إلى 3 ملايين و416 ألفا و150 في انتخابات 2023.
ووفقا للجنة العليا للانتخابات، أدلى 1 مليون و817 ألف و10ناخبا بأصواتهم في الخارج، 1 مليون و642 ألفا و721 ناخبا في الممثليات، و120 ألفا و640 شخصا في البوابات الحدودية.
وتجاوزت نسبة إقبال الناخبين في الخارج الـ53 بالمئة، ووفقا للجنة العليا للانتخابات فإن هذا المعدل هو الأعلى منذ 2011.
وكان معدل التصويت في انتخابات 2011 و2015 من المغتربين حوالي 40 بالمئة، وارتفع إلى 50.09 بالمئة في عام 2018.
وتحتل أصوات الناخبين في الخارج، المركز الرابع بعد إسطنبول وأنقرة وإزمير المقاطعات الأكثر اكتظاظا بالسكان في تركيا، حيث يبلغ عدد الناخبين المغتربين 3.4 مليون ناخب.
ويتزايد الاهتمام بالناخبين في الخارج بهذه الانتخابات، ويرى مراقبون بأنها قد تكون مؤثرة وتحسم النتائج لصالح أحد المرشحين بالرئاسة.
المصدر: عربي21
