الطريق
قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لـ"الإدارة الذاتية" التابعة لمليشيا "قسد" بدران جيا كرد، إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان له تداعيات على المنطقة برمتها، وما حصل بالحكومة الأفغانية الحليفة لأمريكا كان كارثياً مهما كانت هناك أسباب بنيوية متعلقة في الداخل الأفغاني، بحيث حالت السياسة الأمريكية دون تطوير وإنشاء حليف قوي في المنطقة.
وأضاف جيا كرد في حديث لـ"القدس العربي" أن الخطوة الأمريكية المتمثلة بالانسحاب خلقت بشكل ما وعلى مستويات مختلفة نوعاً من القلق لدى حلفاء واشنطن في المنطقة، وقد تؤدي إلى زعزعة الثقة بين الطرفين.
وقال ما زالت الشراكة بيننا وبين "التحالف الدولي" مستوجبة الأسباب أي "الإرهاب" والرسائل الرسمية التي تصلنا من قبل الإدارة الأمريكية العسكرية والسياسية تؤكد على استمرار هذه الشراكة والبقاء لتأمين الاستقرار في المنطقة.
وتابع جيا كرد، "نرى أن الأوضاع في سوريا والعراق تختلف عن أفغانستان، بحيث لكل دولة ومنطقة قواعد اشتباك وطبيعة صراع مختلفة عن الآخر، واستدرك: "مع ذلك يشكل تعرضنا لهجوم تركي "إرهابي" واحتلال مناطق رأس العين وتل أبيض من الدولة التركية ومرتزقتها جراء الانسحاب الأمريكي منها، وكذلك عدم التحرك الأمريكي لدى الهجوم التركي على عفرين، تشكل مصدر قلق".
وقال: "نرى أن من الضروري أن تكون جميع الجهود والمخططات تصب في خدمة تطوير الحل السياسي وتأمين الاستقرار المستدام، وإننا (الإدارة الذاتية) سنعمل مع مختلف الجهات الفاعلة من أجل الحل السلمي والسياسي، وهذا التوجه هو الخيار الاستراتيجي لنا قبل التدخل الأمريكي، لأننا برزنا كقوة محلية سورية بعيداً عن الرهانات الخارجية ومكونات المنطقة هي الأساس في تشكيل "الإدارة الذاتية" بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية".
وحسب جيا كرد، فإن أي "انسحاب أمريكي دون توافق سياسي مع الاطراف الفاعلة والسوريين يؤدي إلى خلق فوضى عارمة، تنسف كل الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لمحاربة "الإرهاب" مما يعني تكرار سيناريو أفغانستان وفتح الأبواب أمام صعود التيار الإسلامي الراديكالي بدعم بعض دول المنطقة".