الطريق
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقريرٍ لها، عن معطيات مهمة بشأن هوية الشخص المسؤول عن التسريب الأخير للوثائق الأمريكية الاستخباراتية، "وثائق البنتاغون"، وتبين أنه شاب في العشرينيات من العمر مولع بالأسلحة النارية وكان يعمل في قاعدة عسكرية.
وقالت الصحيفة، إن الشخص الذي يقف وراء التسريب الهائل لأسرار الحكومة الأمريكية وطرق تجسسها على الدول الحليفة لها، والكشف عن الآفاق القاتمة لحرب أوكرانيا مع روسيا مثيراً بذلك جدلاً دبلوماسيا داخل البيت الأبيض، هو شاب يتمتع بشخصية كاريزمية شارك هذه الوثائق السرية للغاية مع مجموعة من الأصدقاء في العالم الافتراضي.
وألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على المتهم بتسريب وثائق البنتاغون، فيما قال "البنتاغون"، إنه لن نناقش تفاصيل الوثائق المسربة بسبب حساسيتها وتأثيرها على الأمن القومي والحلفاء والشركاء.
وذكرت الصحيفة أن المجموعة المكوّنة من حوالي عشرين شخصاً كوّنوا نادياً مغلقاً في سنة 2020 على منصة "ديسكورد" الإلكترونية لألعاب الفيديو الإلكترونية.
وفي السنة الماضية عندما نشر مستخدم يسميه البعض "أو جي" رسالة مليئة بالاختصارات والمصطلحات الغريبة كانت عبارة عن أسرار حجبتها الحكومة عن الناس العاديين - على حد تعبير أحد أعضاء المجموعة - لم يوليها أحد اهتمامًا كبيراً.
وأشار العضو ذاته إلى أن الوثائق عبارة عن نصوص شبه حرفية لوثائق استخباراتية سرية أشار "أو جي" إلى أنه أحضرها إلى المنزل من وظيفته في "قاعدة عسكرية" رفض تحديدها.
ويدعي "أو جي" أنه قضى على الأقل جزءًا من يومه داخل منشأة آمنة تحظر الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى التي يمكن استخدامها لتوثيق المعلومات السرية الموجودة على شبكات الكمبيوتر الحكومية أو التخزين المؤقت من الطابعات.
وقال هذا العضو إنه "شرح بعض المستندات المطبوعة يدوياً مثل توضيح أن كلمة "نو فورن" تعني أن المعلومات الواردة في المستند حساسة للغاية ويجب عدم مشاركتها مع الرعايا الأجانب.
أخبر "أو جي" المجموعة بأنه عمل لساعات في كتابة المستندات السرية لمشاركتها مع رفاقه في خادم ديسكورد الذي كان يتحكم فيه. وكانت المنصة ملاذا لهؤلاء الشبان خلال فترة الجائحة، خاصةً للاعبين المراهقين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في منازلهم وبعيدين عن أصدقائهم في العالم الحقيقي.
وقد حاول "أو جي" إحاطتهم علمًا ببعض الشؤون العالمية والعمليات الحكومية السرية معتقدا أن هذه المعلومات ستوفر للآخرين الحماية من العالم المضطرب من حولهم.
وصرح العضو ذاته بأن "أو جي" شخص ذكي ويدرك بالطبع ما كان يفعله عندما نشر هذه الوثائق التي لم تكن "تسريبات عرضية".
وأشارت الصحيفة إلى أن المستندات المنسوخة التي نشرها "أو جي" كانت حول مجموعة من المواضيع الحساسة التي يكون عدد المسموح لهم بالاطلاع عليها مقيداً.
وأوضح العضو ذاته أن "هناك تقارير سرية للغاية حول مكان وتحركات القادة السياسيين رفيعي المستوى وتحديثات تكتيكية على القوات العسكرية؛ ناهيك عن تحليلات جيوسياسية على جهود الحكومات الأجنبية للتدخل في الانتخابات".
في تلك المشاركات الأولية، قدّم "أو جي" لبقية الأعضاء نبذة من سيل الأسرار المخفية، عندما ثبُت أن تحويل مئات الملفات السرية يدويًا كان مرهقًا للغاية،
وبدأ في نشر مئات الصور للوثائق نفسها، وقد مثلت هذه المنصة مخبأ مذهلا للأسرار التي تسربت بشكل مطرد إلى الرأي العام خلال الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تعطيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة وأثار قلق وحفيظة الدول الحليفة للولايات المتحدة.
وفي هذا التقرير، توضح الصحيفة كييفية وصول الوثائق الاستخباراتية التفصيلية المخصصة لدائرة حصرية من القادة العسكريين وصناع القرار الحكوميين إلى مجتمع "أو جي" المغلق، ثم خروجها منه جزئياً عن طريق عضو من مجموعة "ديسكورد" الذي أجرت معه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقابلات بشرط عدم الكشف عن هويته.