الطريق
غادرت طائرة الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأربعاء، مطار "فنوكوفو-2" الرئاسي، بعد انتهاء زيارته إلى روسيا دون أي بوادر قد تمهد لمفاوضات إنهاء الصراع في أوكرانيا.
ولم يأت شي على ذكر الصراع في أوكرانيا تقريباً طوال زيارته التي استمرت يومين، وقال أمس الثلاثاء في تصريحات إن الصين لديها "موقف محايد". ولم يكن هناك ما يشير إلى أن جهود شي للعب دور صانع السلام قد أسفرت عن نتائج، لكنه لم يقدم أيضاً أي عرض لدعم حرب بوتين في أوكرانيا بشكل مباشر، بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز".
وعلى الرغم من إقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ختام محادثاته مع شي، أمس الثلاثاء، بأن العديد من نقاط الخطة الصينية للسلام في أوكرانيا قد تشكل قاعدة للتسوية، إلا أنه رأى في الوقت نفسه أن الغرب وكييف غير مستعدين لذلك بعد.
واستهل شي زيارته التي بدأت أول أمس الإثنين بعقد لقاء غير رسمي وجهاً لوجه مع بوتين، ركز كثيراً على مبادرات السلام، وفق ما كشفه سيد الكرملين. وخلال المحادثات في الكرملين، وصف الرئيس الصيني بوتين بأنه "صديق عزيز"، مقدماً له الشكر على "التقييم الإيجابي لتنمية الصين وتجربة بنائها".
وانعقدت الجولة الرئيسية من المحادثات أمس الثلاثاء، وأدلى الرئيسان الروسي والصيني بتصريح مشترك لوسائل الإعلام في ختامها، ووقعا على وثيقة للدفع بالتعاون الاقتصادي الروسي - الصيني حتى عام 2030، وتعميق علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي التي تدخل عهداً جديداً، وفق رؤية موسكو وبكين.
وأكد بوتين حصول تبادل صريح للآراء حول آفاق العلاقات بين موسكو وبكين، واصفاً مستوى العلاقات بأنه "الأعلى في تاريخ تطورها".
من جهته، دعا الرئيس الصيني بوتين لزيارة بلاده، بعدما زارها لآخر مرة في بداية فبراير/شباط 2022 للمشاركة في مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين، قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا بأسابيع عدة.
وأعلن الكرملين، اليوم الأربعاء، أنه لم يُفاجأ بردّ الغرب "العدائي" بعد القمة الروسية الصينية التي أكد فيها الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جين بينغ على تحالفهما في خضم الحرب في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "في ما يتعلق بردّ الفعل الجماعي الصادر عن دول الغرب، فإن طبيعة ردّ فعلهم غير الودي والعدائي على جميع القضايا، ليست مفاجئة لأحد".
وتعليقاً على الاجتماع بين شي وبوتين، قال البيت الأبيض إن موقف الصين ليس محايداً، وحثّ بكين على الضغط على روسيا للانسحاب من الأراضي الخاضعة لسيادة أوكرانيا من أجل إنهاء أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.