الطريق- وكالات
يبدو لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن واشنطن تخلت عن رغبتها في عزل رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث يتضح أن واشنطن باتت تغض النظر عن تجاهل دول عربية لعقوبات قانون "قيصر" خلال تقاربها مع حكومة النظام.
وأشارت المجلة إلى بعض الخطوات التي اتخذتها الأنظمة العربية لإعادة تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد وسط تخوّف دول المنطقة من سحب الولايات المتحدة يدها من الملف السوري، على غرار الملف الأفغاني.
وأوضحت أن تحوّلاً طفيفاً في سياسات واشنطن تجاه سوريا ظهر من خلال عدم اعتراضها على تقارب بعض الدول العربية مع النظام السوري، ما يشير إلى تضاؤل الاهتمام بقانون "قيصر" لحماية المدنيين ويعكس تراجع قوة التوجه الأمريكي لعزل الأسد.
وأشارت المجلة إلى تخوّف الدول العربية من سياسات إدارة الرئيس جو بايدن واستشعارها لاحتمال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، ما دفع بالإمارات والأردن إلى التحرك على أعلى المستويات في واشنطن للمطالبة بتخفيف العقوبات على سوريا ومنحهما استثناءات للوصول إلى الأراضي السورية.
ولن تكون دول الخليج في المراحل المقبلة مستعدة لحل مشكلات الأسد الداخلية عبر تقديم شيك مفتوح لإعادة إعمار سوريا من دون ضمانات كبيرة بتلبية كل المصالح السياسية لدول الخليج بما في ذلك تخفيف النفوذين الإيراني والتركي على الأراضي السورية.
وأضافت المجلة أن الإمارات تمكّنت من خلال خطوات عديدة من اختراق الحواجز مع سوريا وبدأت بافتتاح سفارة إماراتية في دمشق، ثم مدت يد العون لسوريا من خلال دبلوماسية المساعدات الإنسانية وسط انتشار كورونا.
وقالت المجلة إن عُمان حافظت على علاقات دبلوماسية رفيعة المستوى مع نظام الأسد طوال فترة النزاع، كما عززت مؤخراً وجودها الدبلوماسي في البلاد، على الرغم من افتقارها إلى رأس المال السياسي للضغط من أجل رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، إلا أنها انضمت إلى الإمارات والبحرين والأردن لتحقيق هذا الهدف.