الطريق
عقدت مؤسسات ومنظمات سورية ورشة خاصة لبحث تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في شمالي سوريا وجنوبي تركيا، في ظل الأزمة الإنسانية الكبيرة التي خلفها.
وعُقدت الجلسة الاستثنائية بتنظيم من وحدة دعم الاستقرار في مدينة إسطنبول التركية، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وعدد من شخصيات المعارضة السورية.
حيث شارك كل من الائتلاف الوطني السوري والحكومة السورية المؤقتة، إلى جانب الدفاع المدني السوري، والهيئة العليا للتفاوض، ووحدة دعم الاستقرار ومندوبين عن دول أوروبية وعربية.
وقال رئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط، إن جهات عدة استغلت كارثة الزلزال لتطبيع علاقاتها مع النظام السوري.
وعبّر المسلط عن عتبه على الأمم المتحدة لكونها تستأذن النظام الذي يقتل شعبه لإيصال المساعدات إلى المتضررين من الزلزال في شمال غربي سوريا، موضحاً أن التطبيع مع النظام السوري يزيد من معاناة الشعب السوري.
وأضاف المسلط أنه كان من الممكن إنقاذ مزيد من الأرواح في حال لو كانت الأمم المتحدة قد استجابت للكارثة بسرعة، قائلاً "الدفاع المدني كان يستنجد لكن أحداً لم يُلب الشعب السوري خلال الأيام الأربعة الأولى".
وأشار إلى أن قصف النظام أحدث دماراً أكثر مما خلفه الزلزال: "آن الأوان لأن يقول المجتمع الدولي للنظام كفى، 12 عاماً ليست كافية أم نحتاج لأعوام أخرى؟".
وتابع: "ما زلنا حتى اللحظة ننتظر لنعرف كم عدد الأشخاص الذين فقدناهم، وكيف سنتعامل مع الأسر والأطفال والأمهات الذين فقدوا أسرهم بالكامل".
وقال: "نؤمن بالحل السلمي والسياسي ولا نريد الحروب لأن الكلفة باهظة، نريد السلام لكل المكونات السورية، لا نفرق بين هذا وذلك، نريد أن نرى جدية بدفع العملية السياسية للأمام".
من جانبه ذكر رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس خلال الورشة أن الأمم المتحدة لم تعز بضحايا الزلزال الذين قضوا في شمال غربي سوريا.
وأضاف: "هذا الأمر يعطي انطباعاً عن بعض الجهات في الأمم المتحدة بأنها تعتمد النظام السلطة الشرعية الوحيدة في سوريا".
وأشار إلى أن موقف الهيئة من بعض الجهات في الأمم المتحدة – لم يسمها – سلبي "ووجهنا لهم كلاماً قاسياً في لقاء جمعنا قبل أيام بمقرهم في جنوبي تركيا".
من جهته أشار مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح إلى ضرورة الحفاظ على ما وصفها بـ "حالة التضامن والتكاتف" التي شهدها المجتمع السوري عقب الزلزال، مضيفاً: "الاستجابة المستدامة بحاجة لعمل منظم ومستقر".
وأضاف أن الوضع لم يستقر، كثير من العائلات التي أُخرجت من تحت الأنقاض لا تجد مأوى، آلاف العائلات ما زالت في العراء، المئات في المشافي وكثير منهم يعانون من متلازمة الهرس التي أدت إلى وفاة بعضهم بسبب صعوبة العلاج في ظل نقص المعدات الطبية.
وأوضح الصالح أن نحو 3 آلاف عنصر من الدفاع المدني استنفروا بشكل كامل منذ لحظة وقوع الزلزال وعلى مدار 9 أيام متواصلة كان المتطوع ينام خلالها ما لا يزيد على ساعتين.
وبيّن أن فرق الدفاع المدني أزالت ما يقارب 100 ألف متر مربع من الأنقاض، مشيراً إلى أن العملية بطيئة لأن العملية تجري بالتنسيق بين صاحب العقار والشرطة والمجلس المحلي للتأكد من تسلّم صاحب كل عقار للأمانات الموجودة داخل المنزل.
وحول الخطط المستقبلية قال الصالح إن الدفاع المدني بدأ دراسة لآليات التعافي من الزلزال وتقييم المباني المتضررة والمنشآت العامة، إضافة إلى تخصيص مبالغ لإعادة تأهيل البنية التحتية والمدارس والمنشآت العامة في جنديرس وحارم وسلقين والمناطق الأخرى المتضررة.
وأفاد بأن الدفاع المدني يعمل مع إدارة الطوارئ والكوارث التركية "آفاد" على إنشاء البنية التحتية لمشروع الـ 10 آلاف بنية سكنية الذي تعمل عليه في الشمال السوري.
وشكر الصالح خلال حديثه الدول والجهات التي دعمت الدفاع المدني والمنظمات التي ساهمت في الاستجابة للزلزال، في حين خصّ بالشكر قطر التي كانت أول دولة استجابة للكارثة وقدّمت الدعم، وفق قوله.
وقال رئيس لجنة وحدة دعم الاستقرار منذر السلال، إن عدد البلدات التي تأثرت في شمال غربي سوريا بشكل كبير بلغت 37 بلدة وتؤوي 400 ألف نسمة.
وأضاف أن 36 ألفاً و912 عائلة تضررت بفعل الزلزال بشكل مباشر وغير مباشر، بمجموع يقدر بنحو 3 ملايين شخص.
وبلغ عدد المنازل والمرافق العامة المدمرة بشكل كامل 1524، وأكثر من 8818 منزلاً ومرفقاً تضرروا بدرجة متوسطة، إضافة إلى 11363 تعرضوا لأضرار خفيفة.
ولفت إلى أن 6 منشآت صحية تضررت بشكل جزئي وواحدة تضررت بشكل كامل، كما شمل الضرر 438 مدرسة، بينها 25 مدرسة ما زالت تؤوي نازحين.
وتضررت كذلك 23 مدرسة بشكل كبير و4 مدارس تدمرت بشكل كامل، كما تضررت 52 محطة مياه من الزلزال، وتوقفت 30 محطة عن العمل بشكل كامل.
وأطلقت معظم منظمات المجتمع المدني السورية في عموم تركيا حملات إغاثة ودعم للمتضررين الأتراك والسوريين، كما ساهم مشاهير وفنانون ومفكرون سوريون في حملات الإغاثة.
وفي 6 شباط / فبراير الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا، الأول بقوة 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية؛ ما أودى بحياة عشرات الآلاف وخلَّف دماراً مادياً ضخماً.