الشأن السوري

سياسي

نيويورك تايمز: الزلزال أتاح لبشار الأسد الوصول إلى الساحة الدولية

السبت, 18 فبراير - 2023
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

الطريق 


اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير الجمعة، أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، أعاد رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى دائرة الضوء العالمية، كما أتاح له فرصة الوصول إلى الساحة الدولية من خلال ما وصفتها "استراتيجية الكوارث". 

وتلقى الأسد، المنبوذ منذ فترة طويلة بسبب قصفه وتعذيبه الشعب السوري خلال الحرب في البلاد، سيلاً من التعاطف والاهتمام والمساعدة من قبل بعض الدول بالتزامن مع ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال الأكثر دموية منذ نحو قرن من الزمن، بحسب الصحيفة. 

وقال التقرير إن عدداً من القادة العرب الذين تجنبوا الأسد لمدة 10 سنوات، اتصلوا به، بينما احتشد كبار مسؤولي الأمم المتحدة في مكتبه لتقديم المساعدة والتقاط الصور معه، إضافة إلى هبوط طائرات تحمل مساعدات من أكثر من 12 دولة، بينهم حلفاء النظام روسيا إيران والصين، ودول أخرى مثل السعودية التي لم ترسل في السابق، سوى الأسلحة للثوار المطالبين بإسقاط نظام الأسد. 

واعتبر محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إميل حكيم أن الزلزال " لحظة جيدة للأسد" قائلاً إن "مأساة السوريين نعمة للأسد، لأنه لا أحد يريد إدارة هذه الفوضى". 

ويمكن للأسد، من خلال جولة واحدة قام بها على المدن المتضررة من الزلزال الأسبوع الماضي، أن يلقي بلوم الدمار الحاصل في سوريا، على الطبيعة لا على الحرب، بالتزامن مع مهاجمة الغرب واتهامه بـ"تسييس الأزمة". 

كما عزز الزلزال جهوداً بطيئة من قبل حفنة من الدول من أجل إعادة الأسد إلى المسرح الدولي، حيث أرسلت الأمارات التي تقود تلك الحملة الاثنين، وزير خارجيتها إلى دمشق، للقاء الأسد للمرة الثانية منذ مطلع العام 2023، فضلاً عن زيادة أبو ظبي لمساعداتها إلى 100 مليون دولار، والتي تساوي ربع نداء الأمم المتحدة الطارئ في سوريا. 

فيما رد الأسد "المعروف بالتعنت" على هذا التواصل، بتقديم تنازل نادر عبر موافقته على فتح معبرين إضافيين عند الحدود مع تركيا، من أجل دخول المساعدات الأممية مباشرة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. 

واعتبرت الصحيفة أن المشهد اللافت هو هبوط طائرة سعودية محملة بالمساعدات الطبية بعد أكثر من عقد من الزمن في مطار حلب، بينما صنّفت تحركات الإمارات تجاه الأسد كجزء من سياستها المتناقضة في المنطقة بما في ذلك تطبيع علاقتها مع إسرائيل، مشيرةً إلى أن تلك التحركات ضمنها التحركات الجزائرية التي دفعت نحو عودة النظام للجامعة العربية، أثارت غضب السوريين الذين يريدون أن ينال الأسد جزاءه العدال على أفعاله ضدهم. 

لكن بالنسبة للأسد، فإن الصحيفة رأت أن الواقع لم يتغير، لاسيما ببقاء العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على نظامه إثر استخدامه السلاح الكيماوي ضد السوريين وانتهاكات أخرى ضمنها عمليات التهجير القسري ضد معارضيه، مع غياب المؤشرات حول نية واشنطن وبروكسل تخفيف العقوبات، رغم تجميد الولايات المتحدة بعضاً منها لتسهيل جهود الإغاثة. 

وفي هذا السياق، قالت خبيرة الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة إن "وضع سوريا كدولة منبوذة لن يتغير بشكل كبير". بينما رأى الخبير في الشؤون السورية بمؤسسة القرن آرون لوند قوله إنه "لم يعد هناك من يحاول بجدية الإطاحة بالأسد"، مضيفاً "إنهم يبحثون فقط عن شروط اندماجه وبقائه.