الشأن السوري

سياسي

ناقشت الوضع الإنساني والسياسي..مجلس الأمن يعقد جلسة حول سوريا

الخميس, 26 يناير - 2023

الطريق


عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الوضع الإنساني والسياسي في سوريا، أمس الأربعاء، وخلالها اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون أن الحل في هذا البلد "ليس وشيكاً". 

وقال بيدرسون  إنه "بينما ننتقل إلى عام 2023، لا يزال الشعب السوري محاصراً في أزمة إنسانية وسياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وأزمة حقوقية شديدة التعقيد وذات نطاق لا يمكن تصوره تقريباً". 

وأضاف أن "هذا الصراع يحتاج إلى حل سياسي شامل - لا شيء آخر يمكن أن ينجح. هذا الحل للأسف ليس وشيكاً"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تواصل التركيز على الإجراءات الملموسة التي يمكن أن تبني بعض الثقة وتخلق عملية حقيقية لتنفيذ القرار الأممي 2254. 

وخلال إحاطته عن الوضع في سوريا التي قدّمها عبر تقنية الفيديو، ذكر بيدرسون أن سوريا لا تزال مقسمة إلى أجزاء عدة، مع وجود 5 جيوش أجنبية تنشط على الأرض، إضافة للمعارضة المسلحة السورية، والمجموعات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن. 

وأشار المبعوث الأممي إلى أن ما يقرب من نصف تعداد سكان سوريا قبل الحرب ما زالوا نازحين، معتبراً أنها أكبر أزمة نزوح في العالم، وواحدة من أكبر الأزمات منذ الحرب العالمية الثانية". 

وحذر من أن هذا الوضع إضافة لكونه مصدر مأساة بالنسبة للسوريين، فإنه يشكل محركاً لعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، خاصة على خلفية التقارير المتزايدة حول تجارة المخدرات. 

وتحدث بيدرسون أنه يتواصل مع الأطراف السورية ومختلف الجهات الفاعلة، لافتاً إلى أنه يتابع عن كثب تطورات الاتصالات الأمنية والعسكرية التي جرت بين تركيا ونظام أسد في الآونة الأخيرة. 

وحث بيدرسون جميع الجهات الفاعلة على العمل لدعم عملية سياسية تيسرها الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه حدد خلال الشهر الماضي 6 أولويات له في سوريا: 

1- ضرورة خفض التصعيد واستعادة الهدوء، ولا يزال وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني ضرورياً لحل النزاع.

2تجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية في مجلس الأمن: ورحب بيدرسون باعتماد القرار 2672 في وقت سابق من هذا الشهر، والذي سمح بمواصلة المساعدات الإنسانية عبر الحدود للملايين في سوريا لمدة 6 أشهر. 

3- استئناف اللجنة الدستورية وإحراز مزيد من التقدم الموضوعي في جنيف: بحسب بيدرسون، لا يوجد شيء جديد للإبلاغ عنه حتى الآن، بما في ذلك موقف روسيا فيما يتعلق بمكان عقد الاجتماعات. 

4- ضرورة الاستمرار في الضغط بشأن ملف المعتقلين والمفقودين والمختفين: وقال بيدرسون: "نستمر في تذكير محاورينا... بضرورة إطلاق سراح المعتقلين بشكل تعسفي، واتخاذ خطوات جوهرية لضمان حماية وحقوق المعتقلين". 

5-  تحقيق تدابير بناء الثقة الأولية خطوة مقابل خطوة: وذكر المبعوث الأممي "أقدّر أن الحوار قد تعمق مع جميع الأطراف بشأن هذه القضايا، وأؤكد أنه من المهم أن تعمق المشاركة بشكل أكبر خلال شباط/ فبراير المقبل". 

6- وقال المبعوث الأممي: "أولويتي السادسة هي الانخراط مع السوريين في جميع المجالات... في نهاية المطاف، يتطلب الجهد الدبلوماسي إشراك جميع الجهات الفاعلة السورية والدولية ذات الصلة التي تعتبر حصصها وتأثيرها ضروريين لحل هذا الصراع...". 

وأشار إلى أن "الأمر يتطلب جهداً مشتركاً للتوحّد خلف عملية يملكها ويقودها السوريون بتيسير من الأمم المتحدة وفق القرار 2254". 

وقالت القائمة بأعمال مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية غادة مضوي، إن 15.3 مليون سوري يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. 

وأضافت أن السوريين يواجهون شتاءً قاسياً في خضم استمرار تفشي الكوليرا، لافتةً إلى أن 1.8 مليون شخص في الشمال الغربي في مخيمات مكتظة في ظل درجات حرارة تحت التجمد. 

وبيّنت مضوي أن الجهود الإنسانية الرامية لمساعدة السوريين على مواجهة الشتاء والتأقلم معه تلقت تمويلاً بنحو 78 بالمئة فقط في شمال غرب البلاد، وبنسبة 29 في المئة بالنسبة لعموم سوريا. 

ووصفت المسؤولة الأممية قرار مجلس الأمن بتجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود بأنه كان بمثابة خطوة ضرورية، مشددة على أن إيصال المساعدات عبر الحدود يعد مسألة حياة أو موت بالنسبة للملايين في الشمال الغربي.