الطريق
يُعاني اللاجئون السوريون العالقون في دول البلقان، وخاصة الأطفال، خلال محاولتهم الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية إن هناك شابين سوريين يعيشان في مصنع مهجور يُحاولان تدفئة نفسيهما حول موقد نيران، في ليلة شديدة البرودة، بعد أن غطى الصقيع الأبيض تلال القمامة أمام الأنقاض الصناعية في ضواحي بلدة سومبور شمالي صربيا.
وأوضح شاب يُدعى حسن، ينحدر من مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، أنه غادر سوريا منذ 90 يوماً، هرباً من الحرب الدائرة، بحثاً عن حياة طبيعية آمنة، لكن الطريق صعب جداً.
وأمام مخيم اللاجئين البري في سومبور، يُشير حسن إلى شاب ملفوفة ذراعه بالجبس، ويقول إن أحد ضباط شرطة الحدود المجرية كسر ذراع رفيقه بعد ضربه بهراوة، كما يظهر آخر الجروح التي تلتئم بشكل سيئ على الساقين.
وأضاف أن "الشرطة البلغارية أفلتت كلاباً علينا وأخذت أموالنا". ولأيام سار هو ورفاقه في المصير نفسه عبر الجبال البلغارية إلى صربيا من دون طعام. يقول "كان الجو شديد البرودة، ومات واحد منا في الغابة".
من جهته، أفادت ميليكا سفابيتش من منظمة "klikAktiv" في بلغراد، بأنه "بعد أن بدأت تركيا بترحيل اللاجئين إلى سوريا أو لم تعد تمدد تصاريح إقامتهم، يحاول العديد من السوريين الذين عاشوا في تركيا في السنوات الأخيرة الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي".
وأشارت إلى أن "نحو 70 بالمئة من اللاجئين الذين ينتقلون عبر صربيا جاؤوا من سوريا وأفغانستان، حيث يحاول معظمهم التوجه غرباً عبر المجر".
وأضافت أن "المهربين يقودون الناس عمداً إلى الحدود المجرية، حيث يستخدم الناس السلالم لتسلق الأسوار، لكن غالباً ما يؤذون أنفسهم عند القفز، وتكسر أرجلهم".