الطريق
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، القوات الروسية، بارتكاب 400 جريمة حرب في خيرسون الأوكرانية، وذلك بعد أيام من إعلان موسكو سحب قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو، الذي يقسم مقاطعة خيرسون الأوكرانية.
وقال زيلنسكي؛ إن الروس ارتكبوا في خيرسون "الفظائع ذاتها" التي ارتكبوها في مناطق أوكرانية أخرى.
وأضاف: "عثر على جثث قتلى، جثث مدنيين وعسكريّين. في منطقة خيرسون، ترك الجيش الروسي خلفه الفظائع نفسها (التي ارتكبها) في مناطق أخرى من بلادنا حيث تمكّن من الدخول"، واعدا بـ"العثور على كلّ قاتل وإحالته أمام القضاء".
وأوضح زيلنسكي أن القتال في منطقة دونيتسك شرقي البلاد، ما زال محتدما مع عدم تراجع حدة الهجمات الروسية، لكنها لا تزال بالشدة نفسها التي كانت عليها خلال الأيام الماضية.
وأعلن الجيش الأوكراني، الجمعة، دخول خيرسون، المدينة الرئيسية في جنوب البلاد، بعد انسحاب القوات الروسية، في انتكاسة قوية أخرى لموسكو بعد قرابة تسعة أشهر من بدء الغزو الروسي للبلاد.
ويشكو كثير من السكان من أنّ القوات الروسية التي أنهت إخلاء المدينة الجمعة بعد ثمانية أشهر من وجودها فيها، قد عاثت خرابا في أرجائها، بحسب وكالة فرانس برس.
وشوهدت مركبات عسكرية مدمرة ومبان مشوّهة، بينما انتشرت رائحة أخشاب محترقة في هذا الميناء الاستراتيجي المطلّ على البحر الأسود، الذي كانت الحرب لا تزال مستعرة فيه منذ بضعة أيام.
وقال مسؤولون محليون الأحد؛ إن شركات المرافق العامة في خيرسون تعمل على ترميم البنية التحتية الحيوية التي فجرتها القوات الروسية المتقهقرة، فيما استمر انقطاع الكهرباء والمياه عن معظم المنازل في المدينة الواقعة بجنوب أوكرانيا، بحسب وكالة رويترز.
وأفاد ياروسلاف يانوشفيتش حاكم منطقة خيرسون، بأن السلطات قررت الإبقاء على حظر التجول من الساعة الخامسة مساء حتى الثامنة صباحا، ومنع الناس من مغادرة المدينة أو دخولها كإجراء أمني.
وقال يانوشفيتش للتلفزيون الأوكراني: "لقد لغّم العدو كل أهداف البنية التحتية الحيوية. نحاول تأمينها في غضون أيام قليلة، و(بعد ذلك) نفتح المدينة"، مضيفا أنه يأمل أن تستأنف شركات الهاتف المحمول الخدمة قريبا.
وقال رئيس هيئة القطارات الأوكرانية؛ إن من المتوقع استئناف الخدمة في خيرسون هذا الأسبوع.
ومع هذا، أشار مسؤول محلي آخر إلى أنه رغم المضي في جهود إزالة الألغام، وسعي السلطات إلى استعادة الخدمات الحيوية، فإن الوضع الإنساني في المدينة "لا يزال صعبا للغاية".
وقال يوري سوبوليفسكي النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي في خيرسون في تصريحات للتلفزيون؛ إن "معظم المنازل ليس بها كهرباء ولا مياه، ولديها مشاكل في إمدادات الغاز".