أحمد عبد الرحمن – الطريق
تسببت أزمة المحروقات التي تعيشها محافظة إدلب منذ حوالي أسبوعين، بارتفاع أسعار مياه الشرب التي يتم نقلها عبر الصهاريج من الآبار الارتوازية، الأمر الذي أحدث أثراً سلبياً وزاد من معاناة الأهالي في المنطقة لا سيما النازحين بالمخيمات الغير مدعومة من قبل المنظمات الإنسانية.
ويشكو النازح إبراهيم الاسماعيل وهو مدير مخيم الكاملية في بلدة حربنوش شمالي إدلب، من أزمة البنزين والمازوت؛ التي أدت إلى رفع سعر خزان المياه سعة ألف ليتر من 20 إلى 30 ليرة تركية بشكل مفاجئ، في وقت تعيش معظم العائلات المقيمة ضمن المخيم تحت خط الفقر نتيجة الأوضاع الاقتصادية المزرية.
ويوضح الاسماعيل خلال حديثه مع "الطريق"، أن المنظمات العاملة في المنطقة توقفت عن تزويد مخيمه بالمياه منذ أكثر من 4 شهور، الأمر الذي فاقم معاناة الأهالي لأن أصغر عائلة تحتاج إلى 5 خزانات شهرياً بقيمة 150 ليرة، وهو ما يعتبره البعض مبلغ كبير ويصعب تأمينه عند أصحاب الدخل المعدوم.
مشكلة شراء المياه من الصهاريج ليست محصورة بالنازحين في بعض المخيمات فقط، حيث يؤكد عدد من الأهالي المقيمين على أطراف مدينتي سلقين وكفرتخاريم بريف إدلب الشمالي الغربي، أن نقلها عبر الصهاريج هو الحل الوحيد المتاح أمامهم رغم ارتفاع أسعارها في الأونة الأخيرة إلى معدلات خيالية، في ظل استمرار توقف الضخ عبر الشبكات الرئيسية منذ انطلاقة الثورة السورية بسبب القصف الذي لحق في البنى التحتية من قبل النظام وروسيا.
يقول لؤي مصارعجي ( 37 عاماً) أحد أهالي حي العجمي الكائن على أطراف مدينة سلقين وصاحب صهريج لنقل المياه، إن أزمة الوقود المستمرة تسببت برفع أسعار المياه على المستهلكين في منطقته إلى الضعف رغم وفرتها، مشيراً إلى أن ذلك يعود لانتقال أصحاب الآبار للعمل على مولدات الديزل بعد أن كانوا يعتمدون على الطاقة الشمسية البديلة في استخراج المياه إلى سطح الأرض خلال فصل الصيف، الأمر الذي يزيد من التكلفة المادية عليهم لأنهم يعتمدون على المازوت الأوروبي المتوفر في الأسواق بأسعار مرتفعة جداً مقارنة مع نوعية المحسن والمكرر (المحلي).
ويضيف قائلاً: "المشكلة ليست بأصحاب الابار فقط، بل حتى أصحاب الصهاريج يضطرون منذ مدة لتزويد ألياتهم بنوعية المازوت المستورد عبر تركيا، كما أنهم يقومون بشراء ليتر البنزين من السوق السوداء بأسعار وصلت إلى 35 ليرة تركية بهدف ضخ المياه إلى خزانات المنازل والخيام، وأن ذلك كله ساهم في رفع الأسعار على الأهالي"..
وأعرب السكان في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام عن تذمرهم حيال أزمة البنزين والمازوت المفتعلة في المنطقة منذ أكثر من أسبوعين، والتي تسببت بتعطيل الألاف من عمال المياومة عن أعمالهم نتيجة اعتمادهم على الدراجات النارية في التنقل وتدبير أمورهم اليومية، وسط حيرة منهم بكيفية تأمين لقمة العيش ليأتيهم موضوع ارتفاع أسعار مياه الشرب التي يصعب الاستغناء عنها، تزامناً مع فقدان أي من الحلول المساعدة أمامهم.