الشأن السوري

محليات

مناطق سيطرة النظام... التدفئة حلم لن يتحقق هذا العام

الأربعاء, 26 أكتوبر - 2022
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

خاص – الطريق 


لم تتمكن أم أحمد (36 عاماً) من توفير سوى ثلث المبلغ الذي تحتاجه لشراء مدفأة، وكمية من الحطب لتشعله وتتدفأ عليه مع أطفالها اليتامى في فصل الشتاء الذي بات قريباً جداً من أبواب منازل العائلات داخل مناطق سيطرة نظام الأسد، والتي تئن فقراً وجوعاً جراء تدهور قيمة الليرة مقابل الدولار الأمريكي. 

تقول السيدة الثلاثينية المنحدرة من محافظة حماة لـ "الطريق"، إنها بالكاد استطاعت تصميد 700 ألف ليرة سورية طيلة فصل الصيف بعد أن اقتصدت من مصروف حاجيات منزلها وأولادها، ومن خلال محل السمانة الذي افتتحته ضمن منزلها بعد وفاة زوجها أثناء عمله في حراثة الأراضي" ، مشيرةً إلى أن العائلة تحتاج إلى مليوني ليرة بشكل وسطي لتأمين مواد التدفئة لشتاء هذا العام. 

وتشهد الأسواق في المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، ارتفاعاً حاداً وجنونياً بأسعار مواد التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء الذي بات كابوساً يؤرق الأهالي أصحاب الدخل المتدني والمتوسط، الأمر الذي شكل صعوبة وزاد من معاناتهم، بسبب عدم قدرتهم على تحمل الأسعار وشراء المحروقات لهذا العام. 

ورصد مراسل "الطريق" أسعار المدافئ ومواد التدفئة المنتشرة في الأسواق بالليرة السورية، حيث وصل برميل المازوت وطن الحطب اليابس والبيرين المستخرج من ثمار الزيتون إلى مليون ونصف المليون ليرة، كما ارتفع الطن الواحد من قشور الفستق الحلبي إلى مليوني ليرة، في وقت تباع فيه المدافئ بأسعار مختلفة تتراوح بين 300 والـ 600 ألف ليرة سورية. 

أمّا أسعد حنبظلي (41 عاماً) المنحدر من مدينة حماة والمقيم مع عائلته وأولاده في مكان عمله في دمشق، فقد قرر أن يقضي الشتاء القادم كالعام الفائت دون تركيب مدفأة، موضحاً أنه ليس بمقدرته شراء أي نوع من مواد التدفئة بسبب غلاء أسعارها الذي وصل إلى معدلات جنونية. 

يقول الحنبظلي إنه يعمل في معمل لصناعة السكاكر بمرتب شهري يصل إلى 200 ألف ليرة بأحسن أحواله، وذلك مقابل 12 ساعة عمل يومياً باستثناء يوم الجمعة. 

وفي شهادته لـ "الطريق" يضيف إنه قد يحتاج للعمل مدة سبعة شهور متتالية ويحتفظ برواتبه دون أن يصرف منها في معيشته اليومية، ليصبح بإمكانه شراء المحروقات لمدفأته المرمية على سقيفة المنزل المقيم فيه منذ سنتين، لأن أرخص مادة من مواد التدفئة ثمنها قرابة مليون ونصف المليون ليرة. 

وكانت وزارة النفط في حكومة نظام الأسد قد أعلنت في 12 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، عن بدء التسجيل على مازوت التدفئة المدعوم للمواطنين اعتباراً من منتصف الشهر ذاته دون توضيح حجم الكمية المسموح فيها لكل عائلة، علماً أنها كانت في العام الفائت 200 ليتر لكل مستفيد، إلا أن معظم العائلات حصلت على 50 ليتراً فقط طيلة فصل الشتاء. 

ويعيش المدنيون في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة نتيجة غلاء الأسعار خلال الشهرين الأخيرين من العام الجاري، وسط تدني أجور اليد العاملة في القطاعين العام والخاص والتي لا تتجاوز الـ 200 ألف ليرة شهرياً (ما يعادل أقل من 40 دولاراً أمريكياً) دون اكتراث من السلطة الحاكمة بتحسين الواقع المعيشي للمواطنين.