الطريق
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الأحد، إن بلاده على استعداد لتنفيذ صفقة تبادل سجناء مع الولايات المتحدة، سواء تم إحياء الاتفاق النووي أو لم يتم ذلك، نافياً وجود أي دور روسي في تعثر المفاوضات النووية راهناً.
وأضاف كنعاني، في مقابلة مع وكالة "إيسنا" الإيرانية، أن بلاده أجرت مفاوضات "بطرق مختلفة" مع الولايات المتحدة بشأن تبادل السجناء، مضيفاً: "حصلت اتفاقيات لازمة"، لكن تنفيذها رهين بقرار من واشنطن، حسب قوله.
ونفى المتحدث ذاته عرقلة روسيا التوصّل إلى تفاهم لإحياء الاتفاق النووي، واصفاً ذلك بأنه "مزاعم"، وذلك بعدما أكدت الخارجية الأميركية ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أخيراً، أن المفاوضات النووية وصلت إلى "طريق مسدود".
وأضاف كنعاني أن "المزاعم حول دور معرقل لروسيا في التوصّل إلى اتفاق لا أساس لها من الصحة"، مشيراً إلى أن "الطرف الأميركي هو الطرف الرئيس الذي يجب أن يتحمّل مسؤولياته ويعمل على إنجاح المفاوضات". وتابع قائلاً إن "طرح أميركا بين حين وآخر مزاعم حول الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودور روسيا في المفاوضات ليس إلا إسقاطات".
وبعد الحديث عن قرب موعد إحياء الاتفاق النووي خلال الشهرين الأخيرين، تبخّرت تلك التوقعات في الأسابيع الأخيرة بعدما تعثّرت المفاوضات النووية مرة أخرى. وتواصل إيران والولايات المتحدة تبادل الاتهامات بعرقلة التوصّل إلى اتفاق، وذلك وسط توقعات بتأجيل المفاوضات إلى ما بعد الانتخابات النصفية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ووسط هذا السجال الأميركي الإيراني، اختارت الأطراف الأوروبية الشريكة في المفاوضات والاتفاق النووي المترنّح؛ الاصطفاف مع الموقف الأميركي، بعدما أصدرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أخيراً، بيانات اتهمت فيها طهران بعرقلة التوصّل إلى اتفاق.
وتواجه المفاوضات عقبتين في الوقت الراهن؛ الأولى الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ثلاثة مواقع إيرانية، سبق أن أعلنت الوكالة أنها عثرت فيها على آثار لليورانيوم، والعقبة الثانية هي مطالبة إيران بمزيد من الضمانات الاقتصادية من الولايات المتحدة الأميركية.
إلا أن قضية المواقع الثلاثة تُعدّ العقبة الأهم أمام الاتفاق بالمفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، إذ تصرّ إيران على ضرورة إغلاق تحقيقات الوكالة بشأن هذه المواقع، لكن الوكالة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أكدت رفضها إغلاق هذا الملف "سياسياً".
وقدّم منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا مسودة نهائية للطرفين في الثامن من الشهر الماضي، ردت إيران عليها بإرسال تحفّظات، ثم علّقت أميركا على هذه التحفظات وأرسلت جوابها عليها إلى إيران عبر الاتحاد الأوروبي، لكن طهران أرسلت أيضاً، أول سبتمبر/أيلول الحالي، الجواب على الرد الأميركي، فاعتبرت الخارجية الأميركية أن الجواب "غير بنّاء وأعاد الوضع إلى الوراء"، لكن واشنطن لم ترسل ردها على الجواب الإيراني بعد.